أصوات في المخيم

(H.Q) #1
اأهلها، فعادت معهما. ل اإلى بيت بعد الغروب، ذهب وال��داي

اأذكر يومها اأني اأمي قبلت راأ�سها، واإل لما رجعت في الحال. �سك اأن

اأن تناولنا الع�ساء مع العائلة، واأم�سينا في غرفتنا، تجاهلتها. بعد

اأكلمها، ثم �سحبت فر�سة، ا�ستلقيت عليها اأمام لم اأنظر اإليها اأو

اإلى الداخل، اأع��د النجوم، واأتلفت الباب. م�ست �ساعتان، واأن��ا

فاأراها في ملاب�س النوم ال�سفافة، و�سوء لمبة الكاز، يتلاألأ على

وجهها و�سدرها. تلاحقت تنهداتي، ون�سب في داخلي �سوق اإلى

اإلى.. لكني تمالكت. �سبرت و�سبرت. في اإلى تقبيلها. �سمها.

�ترددة، اأطفاأت اللمبة، واتجهت نحوي، وقفت م�النهاية، قامت.

اإلى الداخل، اإلى جانبي، طوقتها بذراعي، ثم حملتها ثم ارتمت

اأم�سي في و�سف تلك الليلة وما اأ�ستطيع اأن و�سفقت الباب بقدمي.

حدث فيها اأ�سعاف المدة التي ق�سيتها في الزنزانة.

اأيديهم الع�سي والفوؤو�س، مرت �ساحنة، ازدحم فيها �سباب في

اإن العدو زحف بدباباته ومدرعاته، وهجم يتوعدون ويزغردون. قيل

بالطائرات على قرى الحدود. ابت�سمت برثاء. تنف�س في عقلي ذلك

من �سيارات الجيب ممتلئة ال�سباح في المدينة. وقتها راأيت رتلاً

اإلى الجبهة. كانوا يلوحون ببنادقهم، ويهللون بالجنود، متجهين

ويكبرون. بعد �ساعات �سمعت ما جرى في ال�سموع. فبكيت. الآن.

لماذا ل اأقدر على البكاء؟

"اإلى بيت حمادة. ت�ساءلت في نف�سي:اإلى ال�سارع الموؤدي و�سلت

كيف يرون الأحداث؟ ماذا يتوقعون؟ ما تحليلهم للكارثة؟ ما حقيقة

ما ج��رى؟ م��اذا ح��دث للاآخرين بعد اعتقالي؟ رغبت في لقائه؛

لأعرف منه كل �سيء، ثم ا�ستحم عنده، واأتخل�س من هذي الملاب�س،

القمي�س والمعطف على الأقل.

ا. يبدو اأ�سمع رنينً بيته يطل على ال�سارع، قرعت الجر�س، لم

اأن الكهرباء مقطوعة ب�سبب الحرب. خبطت الباب بقوة، وخبطت

اأطل منه رجل في منت�سف العمر، وخبطت، فتح باب البيت المقابل،

قال:

اإلى ال�سفة اأ�سحابه رحلوا اأحد في البيت. ل تتعب نف�سك. ل -

ال�سرقية عند بدء الحرب.

ا في المظاهرة. �سعد تخيلت حمادة بعد مجزرة ال�سموع. �سرنا معً

على الأكتاف يهتف بت�سليح النا�س. تمثل لي، وهو يقطع ال�سريعة

مع النازحين والطائرات تلاحقهم، �سعرت بالمرارة، وندمت لأني

ا. تفح�سني الرجل، وهو يم�سك بحافة اأ�ساأل عنه. وقفت حائرً جئت

الباب، قلت قبل اأن يغلق الباب:

- هل من �سربة ماء، يا اأخي؟

قال بلهجة جدباء:

- انتظر لحظة.

، وا�ستعيد مقدرتي على اأرت���اح قليلاً تمنيت لو ي��دع��وني، كي

الحديث مع النا�س. جاء بالماء. كرعت ما في الطا�س ثم ناولته

اإياها، فدخل و�سفق الباب وراءه.
Free download pdf