أصوات في المخيم

(H.Q) #1
اأخفي على زوجتي؟ م�ستحيل، اأم�سيت في ال�سجن! اأيمكن اأن ا �سهرً

ل تريدني. اأنا ل اأ�سدق ل بد واأنها ما تزال غا�سبة مني، اأو اأنها

اأ�سعف ب�سري، اأخطاأت عيناي. ظلام الزنزانة ما راأيت، بالتاأكيد

اأميز بين الب�سر. خارت قواي. هدى كيف تن�سين زوجك؟ اأ�سبحت ل

كيف؟ كيف؟

تزوجنا بعدما نجح يا�سر في الثانوية. ا�ستحممت يومها في بيت

�يران، واأخي نعيم، وحلقت ذقني وخرجت، زفني الأ�سدقاء والج�

يا�سر، حتى عودة كان يرق�س ويغني مع ال�سباب:

ج يا غزاليدرّ

يا رزق الحللي

مال النا�س ومالي

ج يا حبيبيدرّ

يا حظي ون�صيبي

وريتك من ن�صيبي.

اأبو عطية اأمام البيت، عقد ال�سباب الدبكة. ردد وفي هذا ال�سارع

على اأنغام ال�سبابة:

ه.ة على طخّ نزلت تتخطم طخّ

خبطت على بطني ما قلت اأخه.

اأقدامهم و�سط الزغاريد، ثم ا�ستعلت حما�سة الجميع، وعلا وقع

اإلى جانبها على المقعد الخ�سبي اأدخلوني الغرفة، جل�ست في الليل.

الذي ينتظرني، ابت�سمت، و�سعت يدها في يدي، كاأنها تعاهدني

اأمي ت�سفق على الوفاء. �سرعت الن�ساء في الرق�س والغناء، في حين

اإلينا بفرح. غنين حتى فترت همتهن. اقتربت من البيت ما وتنظر

زال �سدى اأغنية �سالمة زوجة اأبي زهرة يتردد في اأذني:

ر بابور الديرهزمّ

الله يجيره

والديج في كاع الواد

و�صمعنا مقاقاته

الله يجير اأبو �صالح

ذباح الجاجة العتقية.

ا، هوى قلبي، وارتع�ست �سرت بالباب، واأنا ابت�سم. �سمعت �سوتً

اإلى الداخل. راأتني فاطمة، وهي خارجة من قدماي، واأ�سرعت

الغرفة الجانبية، جفلت. قلت بتعثر:

- فاطمة!

اأم��ي واأخ��واي: عودة اإلي متقطعة الأنفا�س. ثم طلعت تقدمت

اإلى وجهي. راأيت اأمي، ثم رفعت راأ�سي تنظر ويا�سر. احت�سنتني

الدموع في عينيها، �ساحت:

- �سالح عاد، يا �سلامة!

اإلى الغرفة، كان وال��دي يهم بالوقوف، انحنيت اأقبل اندفعت

يديه. اأخذني اإلى �سدره، ثم قال بحنان ولهفة:
Free download pdf