h.q
(H.Q)
#1
- الحمد لله، رجعت يا �سالح!
- الغايب م�سيره يرجع، يا والدي.
م�سى يتحدث بعدما جل�سنا:
اأع�سابنا في ال�سهور الما�سية. عندما طال غيابك - كنا على
اأن ن�ساأل عنك في المدينة. جئنا اإلى المخفر، ن�سحونا ذهبت واأمك
اإلى �سجن اإنهم نقلوك المدينة. قال الجنود بباب العمارة الملعونة
اأن نغور عن بعيد. لما �ساألناهم عن هذا ال�سجن ومكانه، اأمرونا
اأمامهم كما نفعل اأو يومين وناأتي، نقف ا وجوههم. �سرنا نغيب يومً
اإنك تحت عند ا�ستلام الم��وؤن. في النهاية بعد عذاب �سديد قالوا
التحقيق وروؤيتك ممنوعة.
التفت حولي. قلت:
- ل اأرى هدى بينكم.
قالت اأمي:
- ذهبت مع اأهلها لزيارة اأخيها في المدينة.
اأو عقلي، اإذن لم تكن هي ووالدها من راأيتهما. العيب في عيني
اأزل في الزنزانة. �سحوت على تتداخل فيهما ال�سور والروؤى كاأني لم
اأبي:
- ل تزعج را�سك بالم�ساكل من الآن، يا ولدي.
ثم خاطب فاطمة:
- قومي هيئي الطعام لأخيك.
قلت:
اأن ا�ستحم واأغير هذي الملاب�س. الأو�ساخ اأريد الأكل قبل ل -
تقتلني، والقمل والبراغيث تنه�س ج�سمي.
األم ثقيل، ف همي.. هدى ان�سلت من حياتي. طوى حبها تك�سّ
وا�ستراحت ذكراها في الزوايا الباردة من نف�سي. �ستظل خامدة،
تنبعث عندما ي�ستد �سخطي على ق�سوة الإن�سان، وتقلب عواطفه.
قالت اأمي:
اأنك في ال�سجن فلم اإلى بيتها بعدما ح��ردت. علمت - لم تعد
ل تتكلم معنا، ت�ساأل عنك. واإذا مرت ونحن جال�سون خلف البيت
واإن تكلمت فمن مناخيرها.
وقال اأبي:
اإذا ظلت طبقة عالية بعد - والدها يرى نف�سه في الطبقة العالية،
الحتلال. راأى نفيه المختار والغني فكيف زوج بنته من �سحاذ، كما
قال عندما عاتبته على فعل بنته.
وقالت فاطمة:
اإلى المحكمة لتطلب الطلاق. طلقها، يا اأجبروها على الذهاب -
اأخي. ل ت�ستحقك.
وقال يا�سر:
- اأبوها رجعي، ل يحبك يا �سالح، خا�سة بعد اعتقالك.
اإلى عبد النا�سر، تجمع النا�س في المقهى وفي ال�سوارع ي�ستمعون