أصوات في المخيم

(H.Q) #1
- الحمد لله، رجعت يا �سالح!

- الغايب م�سيره يرجع، يا والدي.

م�سى يتحدث بعدما جل�سنا:

اأع�سابنا في ال�سهور الما�سية. عندما طال غيابك - كنا على

اأن ن�ساأل عنك في المدينة. جئنا اإلى المخفر، ن�سحونا ذهبت واأمك

اإلى �سجن اإنهم نقلوك المدينة. قال الجنود بباب العمارة الملعونة

اأن نغور عن بعيد. لما �ساألناهم عن هذا ال�سجن ومكانه، اأمرونا

اأمامهم كما نفعل اأو يومين وناأتي، نقف ا وجوههم. �سرنا نغيب يومً

اإنك تحت عند ا�ستلام الم��وؤن. في النهاية بعد عذاب �سديد قالوا

التحقيق وروؤيتك ممنوعة.

التفت حولي. قلت:

- ل اأرى هدى بينكم.

قالت اأمي:

- ذهبت مع اأهلها لزيارة اأخيها في المدينة.

اأو عقلي، اإذن لم تكن هي ووالدها من راأيتهما. العيب في عيني

اأزل في الزنزانة. �سحوت على تتداخل فيهما ال�سور والروؤى كاأني لم

اأبي:

- ل تزعج را�سك بالم�ساكل من الآن، يا ولدي.

ثم خاطب فاطمة:

- قومي هيئي الطعام لأخيك.

قلت:

اأن ا�ستحم واأغير هذي الملاب�س. الأو�ساخ اأريد الأكل قبل ل -

تقتلني، والقمل والبراغيث تنه�س ج�سمي.

األم ثقيل، ف همي.. هدى ان�سلت من حياتي. طوى حبها تك�سّ

وا�ستراحت ذكراها في الزوايا الباردة من نف�سي. �ستظل خامدة،

تنبعث عندما ي�ستد �سخطي على ق�سوة الإن�سان، وتقلب عواطفه.

قالت اأمي:

اأنك في ال�سجن فلم اإلى بيتها بعدما ح��ردت. علمت - لم تعد

ل تتكلم معنا، ت�ساأل عنك. واإذا مرت ونحن جال�سون خلف البيت

واإن تكلمت فمن مناخيرها.

وقال اأبي:

اإذا ظلت طبقة عالية بعد - والدها يرى نف�سه في الطبقة العالية،

الحتلال. راأى نفيه المختار والغني فكيف زوج بنته من �سحاذ، كما

قال عندما عاتبته على فعل بنته.

وقالت فاطمة:

اإلى المحكمة لتطلب الطلاق. طلقها، يا اأجبروها على الذهاب -

اأخي. ل ت�ستحقك.

وقال يا�سر:

- اأبوها رجعي، ل يحبك يا �سالح، خا�سة بعد اعتقالك.

اإلى عبد النا�سر، تجمع النا�س في المقهى وفي ال�سوارع ي�ستمعون
Free download pdf