264
اأعلن تنحيه واعترافه بم�سوؤوليته عن ثم غرقوا في البكاء عندما
الهزيمة. ا�ستوى الحزن يومها في كل بيت، ورفعت الأعلام ال�سوداء
على المنازل، وعمت الكاآبة في النفو�س فلا �سوت غير النحيب، ول
اأخذوا يقارنون بين اإل عن ال�سياع والخ�سارة. بع�س النا�س حديث
هذه ال�سنة و�سنة المحل التي هجم فيها الجراد على المخيم، وق�سى
اأبي الجماجم، وهو يتح�سر على الأخ�سر والياب�س، ولم ينتبهوا اإلى
على وجبة الجراد، لأنه لم ياأكل اللحم منذ عيد الأ�سحى.
قال اأبي:
- اليوم عرفت اأنا هزمنا. هزمنا هزيمة كبيرة.
قالت اأمي:
. من غيره �سبب الهزيمة؟ الله - لم تلد الن�ساء غير عبد النا�سر
يريد اأن يبعده عن الكر�سي حتى ينت�سر العرب.
ا تريد مخالفة اأبي اأحيانً "اأمي وقلت في نف�سي:ده�ست من راأي
."فقط
�ساح اأبي:
ل تعرفين في ال�سيا�سة ثلث الثلاثة وتقولين عن عبد - اأن��ت
النا�سر اإنه �سبب الهزيمة. الله يعلم ماذا يحدث لنا بعده.
- ثلاثة ملايين يهزمونكم. الله اأكبر. ما ظل فينا بركة.
قلت:
- المخيم كله حزين على تنحي عبد النا�سر، يا اأمي، اإل اأنت.
2
قالت وهي تنه�س:
- الن�سر من عند الله يا ابني، والهزÂة من عند عبد النا8سر.
توافد ا±يران والأ8سحاب على بيتنا للتهنئة باإطلا �سراحي.
جاء �سلطان واأمه. جل�ست معه في غرفتي. عيناه ذابلتان 7ساردتان،
و7سعر لحيته طويل، وعلى وجهه و«ت عينيه ©اعيد خية كاأنه
كبر فجاأة. قلت له:
ا، كي لو كنت معي؟- اأ8سبحت هرمً
- اأنت كنت في �سجن 8سغير، اأما اأنا في �سجن اأكبر، يا 8سالح.
�ساألته:
- ما الأخبار؟
اأجاب باأ�سى:
اأنت فيها، وتبداأ من األ تعرفها، وتعي�س اللحة التي - الأف�سل
جديد.
- ما هذا الذي اأ�سمعه، يا �سلطان؟ ما اأخبار نعيم؟
- نعيم؟
- وهل لنا نعيم غيره؟
اعتدل في جل�سته وتاأوه، .م قال وهو يهز راأ�سه باأ�س:
اإلى ا³ارo، .م لحقته 5وجته األقوا القب�س عليك هرب - بعدما
وابنتهما بعد اأيام.