أصوات في المخيم

(H.Q) #1
اأوراق فرج. ناديت فاطمة اأعثر بينها على التي على الطاولة، لم

فجاءت من الغرفة الو�سطى، �ساألتها، فقالت:

اأقراأ في الأوراق التي على الطاولة، عندما �سمعت �سراخ - كنت

اأدري كيف اهتديت اإلى اإخفاء اأمنا. راأيت الجنود يطوقون البيت. ل

اأعلم اأنهم جاءوا يبحثون عن الأوراق في اأ�سفل �سندوق الملاب�س. لم

ا اأيديهم، فقد قراأت فيها كلامً اأن تقع في اأ�سياء ممنوعة، لكني خفت

اإلى داخل ال�سندوق، كثيرا عن الحكومة. فت�سوا البيت كله، ونظروا

ثم اأغلقوه.

قلت ب�سرور:

�برت ي��ا ف��اط��م��ة��� .س��رت تفهمين في الح��ي��اة وتفهمين في �ك -

اأخت يا �سالح عقلها يزن بلد. ربما عملك ال�سيا�سة. الحمد لله! لك

اأ�سئلتهم لي. كما اأن اأنف�سهم، ويخففون من هذا جعلهم ي�سكون في

اأنا بريء! اأنا اأطلقوا �سراحي. ل اعرف. "اأخاك لم يجبهم غير:

مظلوم!

اإلي، ثم اأخ��رج��ت الأوراق وقدمتها انحنت على ال�سندوق،

اإليها، كما قالت. رددت في نف�سي بعد اأمها بحاجة ا�ستاأذنت لأن

، ثم رحت اأقراأ "اأمثالك اليوم، يا فرج!كم نحتاج اإلى "خروجها:

الأوراق بلذة و�سوق.

اأبي واأمي، وبع�سهم اأحد في قريتنا، بع�سهم قتل مثل لم يبق "

اإن ن�ساء خطفن وه��ن هاربات. اإلى ق��رى لم ت�سقط. وقيل ه��رب

القرية لم ت�سلم نف�سها، قاتلت ببنادق �سدئة. وال��دي كما روى

اأن ينجو كثيرون انتهت ذخيرته ف�سرب بندقيته بالأر�س. رجته اأمي

اأن يعودوا. بحياته، رف�س وعدا نحو مدخل القرية، ي�سرخ بالفارين

اتهمه المختار بالجنون، وذهبت �سرخته مع الريح.

اأن يخرج الجبناء من جحورهم، ويوقفوا اإطلاق انتظر مع رفاقه

. قتل النار على ال�سكان. طال انتظارهم، وزادت النيران ا�ستعالً

اأبي ثم قتلت اأمي، وان�سحب الآخرون اإلى الوديان.

اإلى القرية، لم اأر اأين دفن ال�سهداء. ت�سللت بعد اأيام ل اأدري

ا تحوم فيها، وفي ال�سماء ا وكلابً فيها غير البيوت المهجورة، وقططً

تلعلع اأ�سوات الر�سا�س مع اأي حركة تبدو للاأعداء من فوق التلة.

اأتجرع العذاب: فراق ، واأن اأحيا بعد مقتل والديّ كتب علي اأن

اأبي! لماذا طلبت مني قبل هجومهم اأن اأغادر الأهل والقرية، اآه،

اإلى ال��ق��رى والخ���رب، تدبر لنا ال�سلاح اذهب ي��ا بني "الم��ك��ان؟

."والذخيرة. الع�سابات اليهودية بدت مخططها في بلع الأر�س

األم تعلم اأن اإب��ع��ادي؟ اأنهم �سيعتدون الليلة، واأردت اأكنت تعلم

ا من القرى اأخ��رى، واإن كثيرً اأي قرية اأكثر من في قريتنا اأ�سلحة

المجاورة كانت تتهياأ للرحيل؟

"اآه، اأبي، اأي م�سائب تنتظرنا بعد موتك!؟

اإلى القرية، اأعبر اأو في النهار، فاأت�سلل يطوقني الحنين في الليل

�لام. هناك اأفكار م�سطربة واأح�الحدود، معي بندقية، وفي عقلي

اأح�س بلذة، اأجل�س بين البيوت، ن�سيمات ب��اردة تلام�س وجهي،

�سرعان ما ت�سوبها المرارة، منبعثة من الكبانية المقابلة، لماذا حدث
Free download pdf