أصوات في المخيم

(H.Q) #1
ل وطن لهم ول فتنكرت للروح والما�سي. �سارت تنظر اإلينا لجئين

اإله.

اأهل �سعاد، في البداية، خطبتي اأن تتخيل: لماذا رف�س هل تقدر

ا لأني مقطوع من �سجرة، ولول وقوفك لجئ، وثانيً ابنتهم. لأني اأولً

معي ووعي اإخوتها لما تمت خطبتنا.

اأن ع�سقي للاأر�س اإن كنا �سنتزوج، وينجح ع�سقنا، اأم ل�ست اأدري

اأن ر�سا�سة �سوف ت�سيبني، واأنا ا ما تحدثني النف�س �سيفرقنا. كثيرً

اأو الغرب، قد تقول عني �بر الح��دود، ربما تنطلق من ال�سرق اأع�

اإليه، واأه��ل ل مجنون، لكن ما العمل؟ عدو يقهرنا، ووط��ن نحن

يتركوننا في اأحزاننا، فلي�س لنا غير لقاء الأر�س متى نحب.

.ت��اري، ودم��ك��اأف��اأزعجتك باأل تلمني اإذ وفي النهاية، اآم��ل

فرج..

اأيتها الغالية؛

ل ت�ستقر في مكان؟ وتقولين اإن اأنت دائم الحزن ت�ساألين: لماذا

اأني من ل يعرفون غير اإخوتك ا في حياتي. واإن ا غام�سً هناك �سيئً

اأعي�س في المخيم اأثناء الحتلال، واليوم قرية احتلت، وقتل والداي

ا في خيمة. وحيدً

اأيتها الحبيبة، �سوى بع�س اأفكار اأخفيه عنك، ل يوجد م��ا

اأعكر �سفاءهما، اأمام عينيك، حتى ل وخواطر، لم اأ�ساأ اأن اأ�سعها

لكني الآن اأنثرها في ح�سنك كما ترغبين، فا�سنعي بها ما �سئت.

تعلمين اأني ابن فلاحين ع�سقوا الحقول وعانقوها، رغم ذلك لم

ل نريد منك غير "اأرافق الأر�س اأمار�س الفلاحة. منعني اأبي اأن

نجحت في المترك، ثم نلت �سهادة الجامعة "اإلى درو�سكالنتباه

من م�سر، وجئت القرية.

اأعي�س في القرية، اأني لن اأظن وانا على مقاعد الدرا�سة كنت

اأول يوم تدو�س ترابها قدماي. لكن عندما راأيت جمال �ساأرحل من

اإن�سانها عزمت على البقاء، تمتلئ نف�سي باآمال الأر�س، ولم�ست طيبة

عري�سة، اأن اأرتقي بقريتنا.

اأ�سهر خبت الآمال، وطغى الحزن مكانها. هجم الأعداء على بعد

اأني جزء من القرية. ل القرية، وا�ست�سهد والداي. انطبع في عقلي

اأ�ستطيع اأن اأعي�س اإل على ترابها.

األم بي الحزن، اأمر اإليها كلما اإن كنت تعلمين اأني اأت�سلل ل اأدري

�سعاعها خلف الجبال، عليها عادة عندما تتخلى ال�سم�س عن بع�س

اأ�سفل الوادي اأو بين اأجل�س في ويكون الأعداء في لهوهم فوق التلة.

اأمي واأبي كيف قتلا، والقرية كيف خلت اأتذكر ما حدث. الأنقا�س

اآمالنا. وعندما يفر�س اأنقا�س اأهلها، والخيام كيف ن�سبت على من

اأعود. وقد هداأت دمائي، واطماأنت نف�سي، فالقرية ما الليل عباءته

زالت قريتي اأزورها اأنى �سئت.

ل تخافي علي. عمر ال�سقي بقي كما يقال. واإذا ما قتلت فل�ست

اأموت �ساأطلق ر�سا�سات باأف�سل ممن قتلوا. لكن من الموؤكد قبل اأن

اأ�سقط ك�سجرة الجميز في مدخل بندقيتي على �سدورهم، ثم

القرية.
Free download pdf