أصوات في المخيم

(H.Q) #1
اإلى بيت �سلطان لنذهب لروؤية اأبي قبل الع�سر، تهياأت للخروج

ع�سبة، ونتكلم في �سوؤون النادي والمخيم. دخل يا�سر وقال:

- المختار يريد المجيء عندنا. �سادفني في الطريق، وطلب مني

اأن اأخبركم.

اعتدل اأبي في جل�سته وقال:

اإلى عقله وي�سلح بينكما، فالظروف تغيرت اأن يعود - ع�سى

اليوم: اإ�سرائيل احتلتنا، واأنت خرجت من ال�سجن.

�سمعنا �سوته يعلن عن مجيئه. راأيته بج�سمه ال�سخم، وعينيه

الماكرتين مثل عيني ثعلب، على راأ�سه حطة بي�ساء وعقال، ان�سدل

اأدري لماذا تذكرت ال�سابط الذي حقق فوق كتفيه العري�سين. ل

اأتنف�س ا ي�سغط على رقبتي وي�سغط. لم اأح�س�ست اأن اأح��دً معي.

ب�سهولة اإل بعد اأن جل�سنا. تنحنح ثم قال:

- مبارك خروج �سالح من ال�سجن. الحمد لله على �سلامته!

قال اأبي، وهو يح�سو غليونه بالهي�سي:

- الله يبارك فيك، يا مختار!

قلت:

- بعد احتلال ال�سفة لي�س هنالك مختار. كلنا في الهوى �سوا،

كما قال ال�سابط عندما اأطلقوا �سراحي.

:احتد قائلاً

ا مهما تغيرت ر يظل مختارً اأن��ت غلطان، يا �سالح. المختا -

الدول، و�سترى.

�ساألته "العميل مثلك من يحافظ على مكانته؟ "قلت في نف�سي:

بمكر:

ا تحت الحتلال؟- هل من المعقول اأن تر�سى اأن تظل مختارً

اإ�سرائيل التي عجلت بخروجي من ال�سجن. اإلي، كاأنه يلعن حدق

ظن اأني �ساأتعفن فيه، قال:

اأي حكم، وهم بحاجة اإليه اإلى المختار تحت - النا�س بحاجة

اأكثر وهم تحت الحتلال، من يحميهم؟ من يم�سح دموعهم؟ من

اإلى الم�سوؤولين؟ لي�س غير المختار هو من يقدر على يرفع مطالبهم

اأنهي معكم مو�سوع هدى. نحن اأنا جئت هذا وغيره. على كل حال

ا.نظل اإخوة وجيرانً

نفث اأبي الدخان من فمه، وقال:

- العيب لي�س من ابننا، يا مختار. بنتك هي التي خرجت من

اأهلها، لما بيتها ولم تعد. لو كل امراأة تغ�سب من زوجها وتحرد عند

ظلت امراأة على ذمة زوجها.

قال المختار:

- اأنا لم اأح�سر ل�سماع مثل هذا، يا �سلامة.

قلت بغ�سب:

- �سلامة هو اأبو �سالح، يا مختار.

تململ في عباءته. قال اأبي:

- على كل حال ما تريده �سيكون، باإذن الله.
Free download pdf