أصوات في المخيم

اأح�سر الإبريق مع كاأ�سين على قطعة خ�سب اأطفاأ البابور، ثم

عري�سة. جل�س وقال:

- لي�س الآن.

�ساألت بغ�سب:

- لماذا؟

- لكل �سيء اأوان.

اأدري، لماذا تخفي عني اأنت لغز بالن�سبة اإلي. ل اأفهمك، ل -

اأ�سرار حياتك. نحن اأ�سدقاء يا فرج.

، فاأطرق للحظة، ثم رفع اأو معقولً ا اأن كلامه لي�س مقنعً اأدرك

راأ�سه، وتكلم برقة:

اأكتبها، اأما ل تغ�سب. �ساأطلعك على مقدمة الرواية التي -

اأطلعك عليها مهما حاولت.الكتابات الأخرى فهي خواطر ذاتية لن

اأخ��رج من تحت الفرا�س ب�سع اأوراق ،اإلى الخلفّ اأم��ال ظهره

اأتفح�سها، فقدت الرغبة في الطلاع عليها. مطوية، تناولتها، لم

ماذا غير خواطر ه�سة، واأفكار مبعثرة، بتعابير ركيكة، وكلمات

مبتذلة؟

و�سعتها اأمامي، ثم قلت:

- �ساأقروؤها في هدوء الليل، واأرجعها اإليك.

- كما تحب. عندي ن�سخة ثانية.

اإلى نار ا ا نحا�سيً اأمي مادة �سلكً اإلى البيت. قبيل الع�سر عدت

اإلى درجة الحمرار، ووالدي مدير لها البابور، تنتظر حتى ي�سل

ظهره، ويا�سر وفاطمة يراقبان ما يجري بوجوه �ساحبة، وعيون

اأو �سرف اهتمامهما بما اإبعادهما عن المكان، اأ�ستطع حائرة. لم

اأب��ي، ثم يجري. كنا ننكم�س عندما يلام�س ال�سلك المتوهج جلد

اأكثر منه. بعد انتهاء اأنا نتاألم اأو يتاأوه، خمنت اأنه لم ي�سرخ، نعجب

العملية طفح ظهره بالبقع القرمزية. �ساألته:

- األ يوجد غير الكي، يا والدي؟

اأجابني، بينما اأمي ت�سدل القمي�س على ظهره:

اأين لنا النقود؟ كل حبة بن�سف ا. من - و�سف الطبيب علاجً

اأين نتلقاها: ل ندري من دينار. الحمد لله يرتاح ظهري على الكي.

البلاد �ساعت، والفقر ركبنا، والمر�س طب علينا.

تاأوهت اأمي:

- �سدة وتزول!

ت�ساءل ب�سخرية:

- متى، بعد خراب مالطا؟