أصوات في المخيم

(H.Q) #1
اإنه هزم جارنا اأبا طه ا. قالت اأمي اأبي فرحً في البيت، وجدت

ا:بلعبة البا�سرة. قاطعها مبت�سمً

ا، هذا الموؤن، ويقال �سيوزعون البقج اأي�سً "بكرا"ل، يا ابني. -

�سبب �سروري.

قالت اأمي:

- ل �سيء ن�ستفيد من البقج.

- في ال�سباح تذهبين اأنت و�سالح، ونرى حظنا.

اأو معطف على عنوان فتاة غنية، اأعثر في جيب ف�ستان حلمت باأن

اأو روما، اإليها، نتزوج في لندن اإليها ر�سالة، ترد علي، اأطير اأبعث

واأتخل�س من حياة الفقر والعذاب. �سحوت على اأمي:

اأخذوا بلادنا، وي�سحكون على ذقوننا بحفنة طحين، وملعقة -

�سمنة، وبقجة.

اأمي بطاقة الموؤن من ال�سندوق، ناولتني اأخرجت في ال�سباح،

اإياها:

- �سعها في جيبك وتفقدها من حين لآخر.

قال اأبي:

ل ي�سيع منكم اأجبهم بلمح البرق، حتى - عندما ينادي ا�سمنا،

الدور، وتتاأخروا عن ال�ستلام.

اإلي باأن المخيم بن�سائه و�سبابه و�سيوخه حول مركز التوزيع، خيل

واأطفاله هرع اإلى المكان. كما اأن حمير القرى المجاورة قد ا�سطفت

اإلى الأماكن البعيدة، و�سما�سرة من المخيم في طوابير لنقل الموؤن

ل�ستلام ن�سيب البطاقات المرهونة لدى المرابين، والمدينة قدموا

اأي �سيء قد يوزع اأماكنهم المعروفة لبتياع وتجار المدينة قبعوا في

على النا�س.

اإلى الموظف بباب المركز، ونحن في ال�ساحة، نرهف ال�سمع

اأمها. عيناها وهو ينادي على الأ�سماء، راأيت �سعاد واقفة بجانب

اأمها تكلمها، باأمل. كانت ذابلتان، وج�سمها نحيل، ووجهها يوم�س

اآخر. حاولت جر ا ًاإلى ال�سماء حينا، وتنظر راأ�سها حينً وهي تهزّ

اأمي لتتحدث اإليهما، لكنها كانت منهمكة مع اأم طه:

- بعد العز �سرنا ن�سف في طوابير ل�ستلام الموؤن.

- يا ح�سرة علينا، يا اأم �سالح!

اأمها تجيبه، وهي نادى الموظف ا�سم زهية فوزي �سلمان، �سمعت

اأن تلتفت اإلي. ت�سق طريقها بين النا�س. وم�ست �سعاد خلفها دون

تقدمت لألحق بها، قبل اأن ت�سل اإلى الباب �سدتني اأمي اإلى الخلف

من كتفي.

- اأين؟ ل تبعد عني. بعد قليل ينادون ا�سمنا.

اأي�سا بحبي؟ اأيعجز اأتعرف اأقف بجانبها بحيرة واألم، عدت

الإن�سان في هذا المخيم عن اإخفاء عواطفه؟ قلت بمكر:

- فتاة جميلة، يا اأمي.

- اأنت على حق، لي�س في المخيم بنت اأجمل منها.
Free download pdf