h.q
(H.Q)
#1
ده�ست، قراأت م�ساعري. وكنت اأظنها على البركة.
اإلى الداخل، ا�ستلمنا المواد التي توزع: نودي ا�سم والدي. اندفعنا
ال�سكر وال��رز والفول وال�سمنة وال�سابون والطحين، وفي النهاية
ال�سرة، احت�سنتها اأمي، ثم �ساحت منده�سة:
- كالجبل وبخف الري�سة!
اأ�ساهد �سعاد في الخارج، كاأن ظهورها حلم لذيذ، يغيب ثم لم
ا.اأمي تحر�س ما ا�ستلمناه، ثم ذهبت لأح�سر حمارً ا. تركت ًّيحل قوي
اأمامهن البقج، ليرين ما فيها قبل راأي��ت بع�س الن�ساء ينثرن
اإلى بيوتهن، وبع�سهن يحاولن المبادلة ببقج غيرهن، الو�سول
واأخ��ري��ات يتبادلن قطعة بقطعة و�سط �سراخ الأط��ف��ال، ونهيق
الحمير.
ا، لعله اأبا زه��رة، ناديته، فاأ�سرع يجر حماره ج��رً لمحت جارنا
يحتج على ا�ستخدامه في نقل الموؤن بدل من جمع البي�س، عدت اإلى
ا من المدينة يلح عليها لتبيعه البقجة.اأمي، وجدت تاجرً
د الله يا رجل. كف �سرك عنا.- وحّ
اأن فيها ل ت�ساوي ع�سرة قرو�س. هل تظنين ة، �سرتك اأنت حرّ -
كنوز �سليمان؟
راأ�سه بامتعا�س، وان�سحب بهدوء. عندما اقتربت منهما، هزّ
اأب��ا زه��رة على و�سع الأغ��را���س على الح��م��ار، ثم �سرنا �ساعدت
اأمي في الخلف، واأنا واأبو زهرة على الجانبين ن�سند الحمولة ثلاثتنا:
باأيدينا.
اأبا الجماجم يلب�س ثلاثة اإلى خيمتنا، راأيت في الطريق الموؤدية
معاطف من بقج اليوم، المعطف الطويل تحت الق�سير. قال اأبو
زهرة:
- الم�سكين مجنون. طلعت عليه ليلة القدر، لم يدر ما يطلب من
اأمواته. ا�ستجاب الله له، فراأى في ال�سباح جماجمهم الله غير روؤية
تتحرك حوله. فقد عقله في الحال، ومن حينها والنا�س يقولون: جاء
اأبو الجماجم، راح اأبو الجماجم.
اأمامها زير ماء، مغطى مررنا بخيمة �سديقي فرج كانت مغلقة،
ب�سفيحة تنك قديمة، عليها طا�س من الألمنيوم. هنالك قط اأ�سود
يحك راأ�سه بجانب الزير. راآني اأبو زهرة اأطيل النظر، فقال:
- الله اأعلم في اأي مكان الآن، ما زال عقله هناك في البلاد.
- اأية بلاد؟
- يقولون: اإنه يرجع اإلى قريته، يظل فيها مدة ويعود.
ل يقدر فرج ول غيره على الرجوع - البلاد �ساعت، يا عمي.
اإليها.
- كل �سيء يمكن، يا ابني.
والدي عقالها، وهو يب�سمل. وجدنا تجمعنا حول البقجة، فكّ
اأحذية ن�سائية كعابها مدببة ومرتفعة، ومعاطف وف�ساتين فيها
ا وا�سعة قديمة، وربطات عنق مختلفة الألوان والأنواع. مدّ وقم�سانً
ا، ثم اأجد فيها �سيئً ي ّا، فت�ست جيوبه علكل منا يده، تناولت قمي�سً
ا وربطة عنق، بعد ف�سله في العثور اأما يا�سر فخطف معطفً لب�سته.