أصوات في المخيم

(H.Q) #1
اإليها واإلى اأمها. اإذا كلمت نف�سي في الطريق: �ستقدم نف�سك

اأن ت�ساأل عن �سعيد ال�سيخ. ومن هو �سعيد تلعثمت فما عليك اإل

ال�سيخ؟ حتى اإنك ل تعرفه، ثم تعود مرتاح النف�س، هادئ الأ�سواق.

باب الخيمة مغلق، لعلها نائمة، واأمها في زيارة للجيران. ناديت

ب�سوت متعثر:

- يا اأهل الدار.

لم يجب اأحد.

- يا حجة زهية.

اأطلت عجوز، من الخيمة الم��ج��اورة، تدب على ع�سا معوجة،

قالت:

- الحاجة زهية ذهبت مع ابنتها اإلى المدينة.

- ومتى تعود، يا جدة؟

- الله اأعلم.

اإليها، تعرقلني اأتجا�سر على لقائها، والتحدث اأ�سقاني! حين ما

اإلى متى تعي�س اأخافته ر�سا�سة طائ�سة. الظروف، واأعود كطائر

ل يتحقق، واأمل م�ستحيل؟ عندما يع�سرك الألم، ويطوقك في حلم

ا اآخر غام�سً ا ًالياأ�س لي�س لك غير �سديقك فرج، تجد عنده عالم

ا.وبهيً

اأمام خيمته جمهرة من الن�ساء والأطفال وال�سيوخ، ولمحت راأيت

بينهم مدير المخيم بقامته الطويلة، و�سلعته الم�سرقة، والمختار

ا يبعد النا�س عن المكان. ماذا حدث؟ هل ًبجثته المترهلة، و�سرطي

ا حتى يجتمع حوله الخلق؟ يا �ساتر! لحقت بال�سيخ اأ�سبح فرج مهمً

عثمان جار المختار، �ساألته:

- ماذا يجري في المخيم، يا �سيخ عثمان؟

اأجابني دون اأن يتوقف:

- فرج قتله اليهود. الله يرحمه!

ازداد ا�سطراب قلبي، وارتجاف ج�سمي. ال�سيخ يهذي، اأيقتل

اأم�سكت ع�ساه، ثم قلت ب�سوت فرج خلف الحدود!؟ كيف!؟ ومتى؟

عال حتى ي�سمعني:

- يا �سيخ، �ساألتك: لماذا يتجمع النا�س حول خيمة فرج.

رفع راأ�سه، وقال بغ�سب:

- ل ت�سمع!؟ فرج قتلوه. الآن عند الله في الجنة!

اإلى المختار. ابتدرني بهم�س اأبعدت النا�س عن طريقي. و�سلت

حتى ل ي�سمعه اأحد:

- لماذا جئت؟

ا اإليه المختار فقال للمدير م�سيرً اأدرك ال�سرطي ما يرمي ربما

:اإليّ

- هذا ال�ساب يعرف فرج ال�سنار، وهو �سديقه.

وكزني المختار، تغابيت:

- معرفة ب�سيطة. ماذا جرى له؟
Free download pdf