أصوات في المخيم

(H.Q) #1
قال المختار:

- قتل وهو يحاول الت�سلل عبر الحدود.

قال ال�سرطي:

ا ال�ساعة الثامنة. تجيب عن اإلى المخفر غدً - عليك الح�سور

بع�س الأ�سئلة، وترجع اإلى بيتك.

اأمر المدير المختار باأن يفتح الخيمة.

دخل الثلاثة ودخلت معهم. قلب ال�سرطي كل �سيء. فت�س تحت

الفر�سة وال��و���س��ادة، وبعثر ما في �سندوق خ�سبي �سغير، وطرح

اأين دفنها فرج؟ قال اإلى الباب. لم تظهر اأية اأوراق. الح�سيرة

ال�سرطي:

- لم نعثر على �سلاح اأو وثائق.

خاطب المدير المختار:

- انقل الأ�سياء التي في الخيمة، واحفظها عندك.

في �سرة اأ�ساعده، جمعت الملاب�س والفرا�سرجاني المختار اأن

اأر�سل من كبيرة، ثم قدمت و�سحة زوجة المختار الأولى، بعد اأن

اإلى خيمة المختار. في طريقي يدعوها، حملت بقية الأثاث، وتقدمتني

اإلى خيمتنا مررت بخيمة فرج. كان المدير والمختار وال�سرطي قد

انتقلوا اإلى المخفر، وقل عدد المتجمهرين. �سمعت ن�سوة يتحدثن:

- ي�سعد من اأر�سعته!

- كنا نظن الرجل في حاله.

- الله يرحمه!

- الح�سرة علينا، �سنموت في المخيم.

اإلى المخيم؟ كيف قتل؟ هل كنت من هو فرج ال�سنار؟ كيف جاء

ا �سديقه؟ لماذا اأخفى عني �سره؟ اأين بقية الأوراق التي كتبها؟حقً

والدي م�ستلق بجوار اأمي، وهي ترقع ملاب�سنا. قال عند روؤيتي:

- رحمة الله عليه، �ساحبك فرج!

�ساألت بده�سة:

- كيف عرفت، واأنت لم تخرج من الخيمة؟

تدخلت اأمي:

اإنه قتل في بلده. - هل يخفى �سيء في المخيم؟ كل النا�س يقولون

اأول مرة في با�س المخيم، واأنا عائد من المدر�سة. جل�س راأيته

اأ�سود طويل، وبنية قوية. في المرة اإلى جانبي. عينان براقتان، و�سعر

، حدثني عن األمه ا بباب خيمته جل�ست معه قليلاً الثانية، كنت مارً

اآخر ال�سهر، وتمنى وهو ي�ساهد النا�س حفاة عراة، ينتظرون الموؤن

لو يكتب ق�ستهم. �سحكت ب�سخرية:

- لكنهم �سعداء ببوؤ�سهم.

ل يموتوا من - تراهم يمرحون وي�سحكون وي�سخرون، حتى

اإنهم عظماء يا القهر. وهم في الحقيقة غارقون في الحزن والألم.

�سالح!

ا مثل المرة ال�سابقة. �ساألت ثم لقيته مرات اأخرى، لم اأجده غريبً

اأبي عنه، فاأجابني:
Free download pdf