أصوات في المخيم

(H.Q) #1
اأثناء النزحة اإنه من خربه قريبة من بلدنا. قتل اأهله - يقولون:

اإلى هنا. ح�سل على خيمة �سغيرة من مدير المخيم ال�سابق فلجاأ

الذي كان يعطف على اللاجئين، بخلاف هذا اللعين، وعا�س دون اأن

ا عن حياته؟ ًاألم يحدثك �سيئاأن �سمعنا بمقتله. اأحد به، اإلى يعلم

تقول اإنه �ساحبك.

!- لم يحدثني. رحمه اللهّ

��ا الجميع �برد في ثناياه. خرجت ت��اركً هبط الليل، وت�سلل ال�

لم "يتحلقون حول بابور الكاز. �سفعتني الريح، رفعت ياقة معطفي

يعد للاأ�سياء قيمة ما دام ينتظرنا الموت في النهاية، وما دمنا نعي�س

."في البوؤ�س

وقفت بباب خيمة المختار، وناديت. اأطل علي:

- تف�سل يا �سالح! كنت �ساأر�سل في طلبك.

اأن تقدم القهوة. تناولت اإلى جانبه، واأمر زوجته جميلة اأجل�سني

اإلى زوجته. قال اإلى المختار اأو اأح�س برغبة في النظر الفنجان، لم

المختار:

- الله يرحمه! ليت م�سيرنا مثله!

اإلى الثالثة، كما يتقرب اأن ي�ست�سهد، تزوج ثنتين ويطمح يتمنى

اإلى مدير المخيم ورئي�س المخفر فيح�سل على ما يريد: الوجاهة،

ا والخيمة الكبيرة، والبطاطين، والكاز الذي ل ينقطع من بيته �سيفً

اأو �ستاء. قلت:

- تعي�س اأنت، يا مختار.

ر�سف ما في فنجانه. قال برقة:

- ال�سبح موعدك مع المخفر؟

- ل اأدري ما الذي يريدونه مني.

- مجرد اأ�سئلة عن فرج وعلاقتك به. ثم يطلقون �سراحك.

اأع��رف الكثير عن ف��رج، علاقتي به عابرة، - في الحقيقة ل

اأفراد المخيم، لو بقي على قيد الحياة ربما كعلاقتي باأي فرد من

اإلى �سداقة متينة. فرج طيب القلب، ذكي، تطورت العلاقة بيننا

غمو�سه قد يجذبك اإليه.

�سكت، انتبهت اإلى جميلة، حولت نظري عنها، و�ساألت المختار:

- لكن كيف عرف ال�سرطة اأني �سديقه؟

اأين تذهب. اأين - يا ابني، المخفر يعرف دبيب النمل في المخيم.

اأيديهم تنام. ماذا تفعل في الليل والنهار. كل �سيء ي�سجلونه. بين

اإنه الم�سوؤول عن ت�سيير رقيب وعتيد، وكل البلوى من مدير المخيم،

الأمور هنا. ا�ساألني عاجنه وخابزه.

ابت�سمت بمرارة.

- ل يقطع الرا�س اإل من ركبه.

اعتدل في جل�سته، وانطلق بلهجة حانية:

اإذا قال فعل. فكر في م�سلحتك ل تعاند من - لكن يا �سالح،

اإنهم ينتظرون حتى تنال �سهادة المترك، لت�ساعدهم وم�سلحة اأهلك،
Free download pdf