أصوات في المخيم

(H.Q) #1
)1(

�سبت خيام داك��ن��ة من على ام��ت��داد �سفح الجبل ال��وا���س��ع، نُ

ال�سادر، بع�سها �سغيرة الحجم، مخروطية ال�سكل، ذات عمود

اأعمدة، وقد واح��د، وبع�سها الأخ��رى كبيرة الحجم، ذات ثلاثة

اأكثر من الخيام، اأحياء، يتكون كل حي من �سف اأو ق�سم المخيم اإلى

اإلى قمته، ويف�سل كل حي عن الآخر �سارع اأ�سفل الجبل يمتد من

وا�سع، والخيام، ب�سكل عام، متلا�سقة، ي�ستطيع الفرد معرفة ما

يدور في بيت جاره: ي�سم رائحة الطعام، ي�سمع الأحاديث الرقيقة،

اأو ال�ساخنة بين الزوج وزوجته.

اأقيمت في ال�سارع ال��ذي يف�سل الأح��ي��اء بع�سها ع��ن بع�س،

الم��راح��ي�����س ال��ع��ام��ة، والم��رح��ا���س ح��ف��رة امت�سا�سية، م�سقوفة

اإلى ق�سمين: األواح الزينكو، وهو مق�سوم بالإ�سمنت، تنت�سب حولها

الأول للرجال، والثاني للن�ساء، وقد تعارف ال�سكان على هذا دون

اإليها المياه، تناثرت اأو كتابة. ولما كانت المراحي�س ل ت�سل اأية ا�سارة

فيها الحجارة ال�سغيرة، وقطع الورق، وخرق القما�س.

اأ�سفل الجبل فيبداأ من مدخل المخيم، اأما ال�سارع الرئي�سي في

بالقرب م��ن الطريق المعبدة، وينتهي في نهايته، وعلى جانبيه

اأقيمت، من الطين والق�سل، دكاكين البقالة، ومخيطة، و�سالون

حلاقة، ومقهى. وقد عبد ال�سارع حتى منت�سفه.

�ير بيت مدير المخيم ا م��ن اللبن والإ���س��م��ن��ت، غ�ًلم يكن مبني

اأح��اط��ت بها اأقيم على م�ساحة وا�سعة، والم�سجد، وبيت المدير

اأ�سجار ال�سرو وال�سنوبر العالية، واأمامه حديقة ر�سفت ممراتها

اإليه النا�س اأيام بالحجارة. والم�سجد كبير لي�س له مئذنة، ي��اأوي

اأحد باإ�سلاحه.ال�ستاء العا�سفة، وفي الآونة الأخيرة ت�سقق، ولم يقم

والمخفر في مدخل المخيم، يتكون من خيمتين كبيرتين وخيمة

�سغيرة، يحيط به �سور من الأ�سلاك ال�سائكة، وحديقته وا�سعة،

اأو التلاميذ، ووقع في يعتني بها من �ساقه �سوء الحظ من العمال

اأيدي ال�سرطة، في�سقي الورود، ويقلم ال�سجر، ويجمع ق�سا�سات

الورق، ويزيل القمامة.

بالقرب من المخفر خيمة الموؤن الوا�سعة، التي ت�ستخدم لتوزيع

البطاطين والخيام والكاز، واإلى جانبها خيمة توزيع الطعام على

الأطفال والتلاميذ، وتقوم خيام المدر�سة اإلى �سمال المخفر.

اإلى جنوب ال�سارع الرئي�سي، م�ساحة وا�سعة توجد بيارة دحنو�س

ا ما كانت تتعر�س لهجمات من الأر�س، تزرع بالخ�سراوات، وكثيرً

الفتيان، فيقتلعون ما يحتاجونه من الفجل والب�سل والبقلة، وعندما

"حو�س يا دحنو�س حو�س "يراهم العمال يهربون، وهم يت�سايحون

وفي البيارة بئر كانت الن�ساء يملاأن جرارهن منها، قبل مد موا�سير

المياه، وتركيب الحنفيات في و�سط المخيم، وقد �سقطت فيها امراأة

اأبي الفداء، الذي يعمل مع وزارة الأ�سغال، في �سق الطرق.

اآخر ال�سهر من يعي�س معظم ال�سكان على ما يتح�سلون عليه في

وكالة الغوث، وقد يبيعون بع�سه لي�ستروا بثمنه حاجات �سرورية
Free download pdf