أصوات في المخيم

(H.Q) #1
اإل في عيد الأ�سحى، اأما اللحوم فلا ي�سترونها ا وخ�سراوات. ً�ساي

ا والملاب�س يتدبرونها من البقج التي ي�ستلمونها من الوكالة، ونادرً

اإن بع�سها ذات رقع اأو امراأة غير مرقعة، بل ما تجد الملاب�س لرجل

اأما الأحذية فلم يكن ل يتنا�سب لونها مع لون اللبا�س المرقوع. كبيرة

ي�ستخدمها غير قلة من الرجال والن�ساء.

ون�ساء المخيم ذوات بنية قوية، فيهن خ�سونة في الجلد وال�سوت،

فعليهن عبء كبير في جلب الم��اء والخبز والطبخ وجمع الحطب،

الذي يبعن بع�سه للفران، ويحتفظن بما تبقى لف�سل ال�ستاء. وبع�س

اأولدهن مما ي�ستلمنه من مركز التغذية، ول ي�سلمن مع الن�ساء يعلن

اإ�سقاط ا: اأزواجهن و�سربهم ل�سبب قد يكون تافهً ذلك من تعنيف

اأو بعثرة حفنة من �سكر اأو رز، اأو زي��ادة ملح في الطعام، كا�سة،

اإذا كان الزوج يرغب في ق�ساء ليلته وقد تنجو المراأة من العقاب،

معها... وهو ال�سيء الوحيد الذي يتقنه الرجال، ويرجع ذلك -كما

اإنه العمل ال�سهل يقول المختار-اإلى الفراغ والفقر و�سيق المكان، ثم

واللذيذ الذي ين�سى فيه الإن�سان بوؤ�سه وق�سيته. واإذا ما كانت المراأة

اأن يجرها ل عمل لها، والأولد يلعبون في الخارج، فلابد في الخيمة

اإغلاق الخيمة، وقد تلاحظ الجارات ذلك، اإلى الفرا�س بعد الرجل

فتنتقل العدوى اإلى الخيام الأخرى.

ويتدبر ال�سكان طعامهم مما ينبت في الجبال، من الخبيزة

والعكوب واللوف ول�سان الثور والحم�سي�س، لهذا فالمطر والربيع

،اإليهم، ولم يكن الح�سول على تلك النباتات �سهلاً مهمان بالن�سبة

، واأبناء القرى المجاورة.اأ�سحاب الأر�سفكانوا يتعر�سون لم�سايقات

والنا�س هنا ل يمر�سون، واإن مر�سوا فمر�سهم القهر، ويعرفون

اأو العجز اإلى القبر ل علاج لهذا المر�س، ي��وؤدي بمن ي�سيبه اأنه

ا ما يذهبون لمراجعة طبيب المخيم، الذي يح�سر الدائم، ولهذا نادرً

مرتين في ال�سهر، ويقولون اإن دواءه ماء و�سبغة ل فائدة منه.

ة اأم��ام وكبار ال�سن يم�سون فراغهم في لعب ال�سيجة وال�سدّ

ا كثيرة: اأم��ا الفتيان فيلعبون في النهار األعابً الخيام والدكاكين.

الحاب وال�سبع �سقفات والبنانير، وكرة القدم الم�سنوعة من خرق

ا ما تدور معارك القما�س البالية. وفي الليل يلعبون الغمي�سة. وكثيرً

اأولد حارة واأخرى، وقد ي�سترك الكبار فيها، وتتدخل الحجارة بين

ا ما يكون الحل تكليف الطرفين بنقل ال�سرطة لحل الخلاف، وغالبً

اإلى ال�سرب المبرح بال�سياط، الماء، و�سقي حديقة المخفر، بالإ�سافة

اأو بع�سي الخيزران. وقد �ساعد العقاب على ردع الكثيرين من

النقياد وراء ال�سغار في معاركهم.

)(

ون من �سكان القرى المجاورة ما قاله ح�سان المو�سى يوؤكد كثير

اأقيم عليها المخيم لوكالة الغوث: اإنّ لمه على بيع الأر�س التي لمن

المكان �سفح جبل �سخري يمتلئ بالقلاع والحجارة، واأخدود يفي�س

بالماء في ف�سل ال�ستاء، ويجرف كل �سيء يعتر�س طريقه. وقد ترحم
Free download pdf