أصوات في المخيم

(H.Q) #1
ذين �سي�سكنون فيه. وقد ا�ستدعى قوله تذكر ا على النا�س ال�سلفً

بعد جيل: الأ�ساطير الكثيرة التي تناقلوها عن المنطقة جيلاً

ا، فنف�س ما في جوفه ا ي�سبه البركان غ�سب يومً ًاإن �سيئيقال

األ�سنة اللهب المنبعثة بع�س القرى من حمم، وطمر المكان، وحولت

والخرب القريبة اإلى رماد.

اإن هذا ال�سيء، لم يخمد بل يتحرك في ويقول بع�س المعمرين:

اأقرب وقت. ويدللون باطن الر�س، و�سوف يجدد �سيرته الأولى في

على ذلك بال�سقوق التي يرونها في �سفح الجبل.

ويروي ح�سن الهرب�سي، ال�سيخ المت�سوف الذي ي�سكن في كهف،

ا غمر ال��وادي، وجرف اإن طوفانً على قمة الجبل المقابل للمخيم:

اإلى جبل النا�س الذين يقيمون حوله، وا�ستمر في هديره حتى و�سل

اأن يبعده اأخ��رى، ولما لم ي�ستطع القريطع، ف�سده الجبل مرة بعد

عنه ابتلعه، وهو الآن في جوفه، يتوثب للخروج، والجبل يمنعه...

وتتحدث عجوز في خربة ع��م��ران ع��ن قبيلة كانت تعي�س في

ا وحجارة لف�ساد �سيخها، الوادي، غ�سب الله عليها، واأمطرها نارً

وتم�سي العجوز فتقول: مع طلوع ال�سباح و�سل ال�سيخ جعران اإلى

ا له منزل ابن ملوح، ا�ستقبله بالترحاب، ثم ذبح الخراف اإكرامً

اأعلم م�سيفه برغبته في الزواج اإلى الزاد اأن يمد ال�سيخ يده قبل

من ابنته الجميلة �سيماء، رف�س ابن ملوح طلبه، وقال له: البنت

ا ، وطلب من ابن لبن عمها، غ�سب ال�سيخ غ�سبا �سديدً مخطوبة

ا ملوح فك خطبتها، تعجب من هذا الطلب، فهدده ال�سيخ واأمهله يومً

اأهله واأقاربه واأعلمهم بما جرى، قرر الجميع ليفكر، جمع ابن ملوح

غبة ال�سيخ، وفي اليوم التالي هجم ال�سيخ عدم الن�سياع اإلى ر

عليهم. بعد معركة طاحنة بين الطرفين انت�سرت جماعة ال�سيخ،

اأهلها بدموع اأ�سيرة وهي تبكي اأهل �سيماء جميعهم، واأخذوها وقتلوا

اأن ينتقم لهم، وفجاأة تهب الريح، ويكتئب الجو، غزيرة، وتدعو الله

اأعمدة من النار واللهب، وتت�ساقط من ال�سماء الحجارة و�سط

اإلى �سخور �سخمة، لكن �سيماء لم ويتحول ال�سيخ جعران وقبيلته

اأهلها وابن عمها حتى تموت، وت�سير الأر�س تتوقف عن البكاء على

ا جرداء، ل ينبت فيها نبات.التي ارتوت بدموعها اأر�سً

اإلى ه��ذا المكان، لم م��رت ع��دة �سنوات على مج��يء اللاجئين

اأو بركان يق�سي على الجميع، ولم يف�س الطوفان يحدث زل��زال

فيقتلع خيامهم، ويهديها اإلى جبل القريطع، كما اأن الأر�س التي في

اأ�سفل المخيم لم تجدب.

"اأوقف ح�سان المو�سى فر�سه ذات م�ساء، وهو مار بالمخيم وقال:

اأرى بعيني؟ هوؤلء النا�س اأقوى اأ�سدق ما اأ�سدق الأ�ساطير اأم هل

وع�س "من كل �سيء، ول��و دخلوا ال�سحراء لحولوها جنة عدن

اإ�سبعه لأنه باع الأر�س لوكالة الغوث.

)3(

اأذهان النا�س ذكريات كثيرة، يتذكر، حتى الأطفال، تنطبع في

اأحدهم اإلى المخيم، هل ين�سى المكان الذي تجمعوا فيه قبل المجيء

اإلى جبلين ظهرت في كل انق�سم اإنهم يت�سورون جبلاً وادي النوى!
Free download pdf