أصوات في المخيم

(H.Q) #1
ي�سيع �سوته و�سط �سراخ الأطفال والن�ساء، و�سربات الع�سي،

وقذف الحجارة. يتوقف الطرفان عندما تجيء فرقة من ال�سرطة

على الخيول، فتفرق الطرفين، وتعتقل بع�س المهاجمين.

اأذرع و�سيقان، وتك�سر بع�س الأيدي، ت�سج روؤو�س كثيرة، تتورم

ومن وقت لآخر ترتفع اآهات:

- الله وكيلك، �سرنا ملط�سة!

- يا ح�سرة علينا! هذي نهايتنا!؟

يقول والد ر�سيد:

ا عليهم، اأخذت ال�سرطة تعهدً اإلى مهاجمتنا بعد اأن - لن يعودوا

ثم اإنا راحلون اإلى مكان اآخر. الله اأعلم اإلى اأين.

يقول ال�سيخ قا�سم:

- ا�سترت الوكالة اأرا�سي لتن�سىء عليها مخيمات.

ا جاهزة لخدمتنا.- �سبحان الله! الوكالة دايمً

اأ�سئلة كثيرة: هل يظلون في ال��وادي بلا اأذه��ان النا�س تدور في

اأ�سحاب الأر�س؟ ماذا �ستعمل الوكالة لهم؟ ماأوى، وعر�سة لهجمات

اإلى هذا المكان دون غيره؟ ما الم�سير الذي ينتظرهم؟ لماذا جاءوا

اإلى قراهم ومدنهم وخرائبهم، ثم في الليالي الطويلة يرحلون

ا توقظ فيهم الأحا�سي�س اإلى وادي النوى ويحلمون اأحلامً يهبطون

الغام�سة، وفي النهار يم�سون الوقت في الت�سكع في المدينة، وترقب

اأخبار الوكالة، و�سماع اأخبار الوطن وت�سريحات القادة العرب.

اأماكن جديدة، ت�سري الإ�ساعات عن اقتراب ترحيل النا�س اإلى

ل يهمها كيف يجيء فاأيام العز اأ�سرة مجيء ذلك اليوم، تنتظر كل

ولت، واأيام الفقر هلت.

ا عن اأن ينتظرها على طرف ال��وادي بعيدً تقول بداية لر�سيد

الخرابي�س، واأنها �ستلحقه بعدما ينام اأهلها.

اأ�سواء المدينة متوهجة ينتظرها على حافة منخف�س من الأر�س.

في �سخب، و�سوء القمر متربع في ال�سماء، ين�ساب مع برد الليل على

وجوه النا�س النائمين، يطوح رجليه وي�سفر، ثم يقب�س حفنة تراب،

اأنفه، يعفر ج�سمه بالتراب، يبت�سم يا لها من رغبة؟ ثم يرفعها اإلى

"ما الفرق بين اأن نقبل التراب اأو اأن نتمرغ فيه؟"يت�ساءل في نف�سه:

لم يتحرك عندما تجيء وتجل�س بجانبه. تقول:

- اأنا هنا.

ا يحبها اأم ي�سفق عليها؟ ثم ي�ساألها:هل حقً "يلتفت اإليها

- لماذا اأردت لقائي؟

تتجاهل اإجابته، تقول:

- النا�س� سيرحلون عن الوادي.

- �سمعت هذا.

- لن نرحل. �سنبقى في المدينة.

يردد بده�سة:

- في المدينة!؟
Free download pdf