h.q
(H.Q)
#1
ي�سيع �سوته و�سط �سراخ الأطفال والن�ساء، و�سربات الع�سي،
وقذف الحجارة. يتوقف الطرفان عندما تجيء فرقة من ال�سرطة
على الخيول، فتفرق الطرفين، وتعتقل بع�س المهاجمين.
اأذرع و�سيقان، وتك�سر بع�س الأيدي، ت�سج روؤو�س كثيرة، تتورم
ومن وقت لآخر ترتفع اآهات:
- الله وكيلك، �سرنا ملط�سة!
- يا ح�سرة علينا! هذي نهايتنا!؟
يقول والد ر�سيد:
ا عليهم، اأخذت ال�سرطة تعهدً اإلى مهاجمتنا بعد اأن - لن يعودوا
ثم اإنا راحلون اإلى مكان اآخر. الله اأعلم اإلى اأين.
يقول ال�سيخ قا�سم:
- ا�سترت الوكالة اأرا�سي لتن�سىء عليها مخيمات.
ا جاهزة لخدمتنا.- �سبحان الله! الوكالة دايمً
اأ�سئلة كثيرة: هل يظلون في ال��وادي بلا اأذه��ان النا�س تدور في
اأ�سحاب الأر�س؟ ماذا �ستعمل الوكالة لهم؟ ماأوى، وعر�سة لهجمات
اإلى هذا المكان دون غيره؟ ما الم�سير الذي ينتظرهم؟ لماذا جاءوا
اإلى قراهم ومدنهم وخرائبهم، ثم في الليالي الطويلة يرحلون
ا توقظ فيهم الأحا�سي�س اإلى وادي النوى ويحلمون اأحلامً يهبطون
الغام�سة، وفي النهار يم�سون الوقت في الت�سكع في المدينة، وترقب
اأخبار الوكالة، و�سماع اأخبار الوطن وت�سريحات القادة العرب.
اأماكن جديدة، ت�سري الإ�ساعات عن اقتراب ترحيل النا�س اإلى
ل يهمها كيف يجيء فاأيام العز اأ�سرة مجيء ذلك اليوم، تنتظر كل
ولت، واأيام الفقر هلت.
ا عن اأن ينتظرها على طرف ال��وادي بعيدً تقول بداية لر�سيد
الخرابي�س، واأنها �ستلحقه بعدما ينام اأهلها.
اأ�سواء المدينة متوهجة ينتظرها على حافة منخف�س من الأر�س.
في �سخب، و�سوء القمر متربع في ال�سماء، ين�ساب مع برد الليل على
وجوه النا�س النائمين، يطوح رجليه وي�سفر، ثم يقب�س حفنة تراب،
اأنفه، يعفر ج�سمه بالتراب، يبت�سم يا لها من رغبة؟ ثم يرفعها اإلى
"ما الفرق بين اأن نقبل التراب اأو اأن نتمرغ فيه؟"يت�ساءل في نف�سه:
لم يتحرك عندما تجيء وتجل�س بجانبه. تقول:
- اأنا هنا.
ا يحبها اأم ي�سفق عليها؟ ثم ي�ساألها:هل حقً "يلتفت اإليها
- لماذا اأردت لقائي؟
تتجاهل اإجابته، تقول:
- النا�س� سيرحلون عن الوادي.
- �سمعت هذا.
- لن نرحل. �سنبقى في المدينة.
يردد بده�سة:
- في المدينة!؟