أصوات في المخيم

(H.Q) #1
ارتحت من امتحان المترك، بعد نجاحي وح�سولي على ال�سهادة

ل؟ فمدير المخيم لم اأو الحكومة. لم اأجد وظيفة كبيرة في الوكالة

اأية �سهادة، وكذلك رئي�س المخفر ومدير مركز التوزيع، وين�سلخ ينل

اأف�سل الأطباء في اأعر�سه على عنا الفقر، واأح��اول معالجة اأبي،

اأمي لطلب يد �سعاد، ونتزوج، نكون اأ�سعد اأذه��ب مع المدينة، ثم

زوجين، متى يتحقق هذا؟ متى؟

ا. ا�ستعدت ذكريات الدرا�سة ا و�سعيدً اأ�سير في الليل فرحً كنت

اأبي ع�سبة. نجونا من ع�سا المدر�س� سلاح، ارتحنا من التعلق مع

اأو الرمل، ارتحنا من تعب ال�سير بال�ساحنات، التي تحمل الإ�سمنت

على الأقدام، ونحن ذاهبان اإلى المدر�سة.

اأي رع�سات تنبعث في ا�ستقت لروؤية �سعاد، و�سماع �سوتها.

اأمام عيني؟ ترى، هل هي نائمة، مثل اأبناء النف�س و�سورتها تتراءى

المخيم، اأم م�ستيقظة مثلي؟ �ساأمر بخيمتها ربما تهداأ عواطفي.

اأذني، �سعرت بحركة خلفي، األ�سقت اقتربت. الخيمة معتمة،

اأمام الخيام اأم امراأة، يرمي من�سورات اأهو رجل ا�ستدرت لم اأتبين

اإلى خيمة �سعاد، الأخ��رى، درت وراءه، ده�ست حين راأيته يدلف

. من هذا الذي يوزع المن�سورات؟ ولماذا دخل خيمتها؟ انتظرت قليلاً

لم��اذا ت�سغلك هذه الفتاة؟ لم تظفر منها غير الح�سرة والم��رارة،

وابت�سامات غام�سة. هل ت�ستحق هيامك وقلقك؟

ا�ستطعت روؤية من�سور على الأر���س، طويته وو�سعته في جيبي.

مررت بخيمة عمي. تذكرت تلك الليلة، ابت�سمت، ثم وبخت نف�سي،

اإلى ع��ورات النا�س، هناك �سوء �ساطع اأن ينظر الإن�سان عيب

و�سو�ساء بالقرب من منزل ال�سيخ �سابر، ورج��ال يجل�سون على

اأمام الخيمة، ون�ساء يخرجن ويدخلن مطرقات، ميزت من �سخرة

بينهن �سالمة زوجة تاجر البي�س� ،ساألتها:

- ماذا يجري، يا اأم محمد؟

- ال�سيخ �سابر، الله يعينه..

كان رجال الحارة �سامتين، ينعك�س على وجوههم �سعاع اللوك�س،

الذي اأح�سره المختار. جل�ست بجانب والدي، قال باأ�سى:

- ال�سيخ على فرا�س الموت، م�سكين، يا �سيخ �سابر، هدك المر�س!

علا �سوت عمي اأبي خليل:

- هل اأر�سلتم اإلى اأخيه ليح�سر وفاته؟

اأجاب المختار:

- اأخوه عامر عند راأ�سه.

ارتفع ال�سراخ، ا�سترجع الجميع، وترحموا على روح ال�سيخ

�سابر، ثم اندفعوا يبعدون الن�ساء عن الباب، تقدم وال��دي وقال

ب�سوت جهوري:

- غدا المرحوم عندي يا جماعة.

لم يعتر�س اأحد، وبارك �سقيقه عامر ذلك.

الله يرحمك يا �سيخ �سابر! كنت تعرف في تلك الليلة، واأنت

اأن تنقل اأنك �ستموت في هذا المخيم، فاأو�سيت تتحدث مع زوجتك
Free download pdf