أصوات في المخيم

(H.Q) #1
الأحمر، ذي الخطوط ال�صوداء، ينعك�س عن دموعها، وهي تن�صاب

اآخر عجنة خبزتها اأمي تبكي لم يتبق عندنا طحين. على خديها.

على ال�صاج البارحة.

م�صحت دموعها بطرف كمها، وتاأوهت:

- اأبوكم تاأخر!

و�صحبت الثدي من فم عودة، ثم رمته على الفر�صة، واأردفت:

- يا�صر، خذ الزبدية واملأها طحينا من دار عمك. قر�صة

لآخر ال�صهر.

- اأخاف اأن يراني اأبو رجل م�صلوخة.

قالت وهي تتقدم نحوي:

اأبو رجل ل يوجد في الدنيا مخلوق ا�صمه األف مرة: - قلت لكم

م�صلوخة. اذهب اأنت يا �صالح. اأخوك يا�صر ل يرجى منه خير.

ا: وثبت �صارخً

- اأنا اأ�صحد!؟

- قر�صة، يا ابني، لي�س� صحدة، وان كان �صحدة! كلنا نقف في

طوابير ل�صتلم الموؤن من وكالة الغوث.

�صرت لأتناول الزبدية، التي ن�صعها عادة في الزاوية. قرب باب

الخيمة. تعثرت بكا�س ال�صاي المتبقية من الأرب��ع ك��وؤو���س، التي

ا�صتراها والدي، في مطلع ال�صهر.

�صرخت اأمي:

- دائما مثل الأعمى!

- الحمد لله لم تنك�صر!

حملت الزبدية. قالت ب�صوت ع��ال لأ�صمعها من بين �صراخ

عودة:

- حافظ عليها، هذي من البلد.

- ل تخافي على الجوهرة.

�ير ب��ق��ع��� ص��وئ��ي��ة، تنفذ م��ن ث��ق��وب الخ��ي��ام �لم دام�����س، غ�ال��ظ�

الباركة من ح��ولي. وتتراكم قطع ال�صمت بع�صها ف��وق بع�س،

اأين �صعاد؟ ماذا تفعل اأو �صرير جندب. ترى تتقطع ب�صراخ طفل،

اأم��ام عيني حتى يتبدد �صمت الليل الآن؟ يكفي م��رور �صورتها

اأمي المباركة، ماذا يحدث؟ هل اإليها بزبدية ووح�صته. لو اأذهب

تبت�صم ابت�صامتها المعهودة، وتملوؤها طحينا، اأم تك�صرها براأ�صي؟

اإلى ال��وراء. حين اأبي زه��رة. خفت، تراجعت نهق حمار جارنا

اأبا زهرة يلعن اأني حمار، ف�صحكت. ثم �صمعت هداأت خطر ببالي

اأنه يرهق الم�صكين بحمله، وحمل ما يجمعه من الحمار. تنا�صى

البي�س، من القرى المجاورة.

قال عندما عرفني:

- اأمك لم تدفع ثمن البي�س الذي ا�صترته.

- في اآخر ال�صهر، اإن �صاء الله، يا عمي.

في "ال�صهراآخر "اأكثر ما ن�صتخدم تعبيرما "علقت في نف�صي:

على اأكثر تداولً اأ�صمعه من النا�س هنا! لعله اأكثر ما عائلتنا، وما
Free download pdf