وشاهد جلي آخر على فقهه وورعه ، عدم شربه الماء المختلط بالدم عند
شهادته ، فانه بعد قتاله وأسره من قبل أتباع ابن زياد كان قد أصابه العطش
) مبردة موضوعة قصر ابن زياد رأى قلة (جرة ، كوزالشديد ، فلما أخذ الى
فقال له مسلم بن عمر وأبو قتيبة )أسقوني من هذا الماء(على بابه فقال :
ىتح ةدحاو ةرطق اهنم قوذت لا اللهوف ، اهدربأ ام اهراتأ : يلهابلا ملسم نب
ويلك ، ولأمك الثكل ، ما ( : ملسم هل لاقف ، منهج ران يف ميمحلا قوذت
ولى بالجحيم والخلود في نار أجفاك وأفظك وأقسى قلبك ، أنت يابن باهلة أ
هيلا ثعبف ثيرح نب ورمع هل قرف طئاح ىلا دنا، ثم جلس فتس )جهنم
غلاما له بقلة عليها منديل وقدح معه فصب فيه الماء ثم سقاه ، فأخذ كلما
.أراد أن يشرب امتلأ القدح دما من فيه فأخذ لايشرب من الدم
رب الثالثة سقطت ثنيتاه في وفعل ذلك مرة أو مرتين ، فلما أراد أن يش
.)^1 ()هتبرشل موسقملا قزرلا نم يل ناك لله ، لوالحمد (، فقال : القدح
ومن المعلوم فقهيا أنه لايجوز شرب الماء المتنجس بالدم ، ومسلم لم يحدث
نفسه بأنه في حالة الحرج الشديد المسوغة لشرب المتنجس، بل تركه حتى
بعد قدرته عليه بعد سقوط أسنانه ، وأسلم الأمر لربه وقال عبارة تدل على
(^) ) 1 (
، 1 ، ج الآمال، منتهى 355 ص ، 44 ، بحار الأنوار ،ج 66 ص مقاتل الطالبيين ،
. 583 ص