laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
خرج علء، فخلع الزبير ثوبه ولبس الثوب الذي أحضره الخادم، ثم بدأ يتناول الطعام، ولما
انتهى استلقى على السرير، وهو يفكر بعمق، ويشعر بفرح عظيم بنجاح أهم خطوة في خطته،
حتى أخذه النوم.
صباحا، طرق الباب، فاستيقظ الزبير وفتحه فوجد المقاتل الذي يصحبه دائما.
قال المقاتل: هيا، أيها الزبير، سنبدأ رحلة العودة.
غسل الزبير وجهه ويديه بماء من إناء في الغرفة، ثم نشف باستخدام منشفة فيها، ولبس ثوبه،
وخرج، فوجد المقاتلين أنفسهم الذين جلبوه إلى الملك ومعهم قائدهم، وجميعهم يركبون خيولهم،
ومعهم الجواد الذي ركبه الزبير في رحلة القدوم.
هم الزبير بركوب جواده، عندها أمسكه المقاتل - الذي يصحبه دوما - بحزم من يده، ورفع بيده
الخرى العصبة، وقال: هذه أول.
لم يعارض الزبير، في حين ربط المقاتل العصبة حول رأسه على عينيه حتى ل يرى شيئا؛
فحديث الزبير مع الملك ل يعني أنهم باتوا يثقون به، وعليهم أخذ كل الحتياطات اللزمة للحفاظ
على حياة الملك، التي هي أهم شيء في البقاء كلها.
بعدما وضع المقاتل العصبة على عيني الزبير، ساعده على ركوب جواده، ثم ركب المقاتل
جواده، وشرع الجميع يسيرون في رحلة العودة.
شابهت رحلة العودة رحلة القدوم كثيرا، إل أنها امتازت بكثرة النزلت الحادة فيها، وبعدد قليل
من الصعود. وكرحلة القدوم، لم يتوقفوا إل لتناول الطعام أو النوم، وفي كل مرة أزاحوا عن الزبير
العصبة.
ولما وصلوا أخفض نقطة في جبال اليبس، أزالوا العصبة عن عيني الزبير، ثم أكملوا الرحلة
حتى وصلوا النزل الذي أقام فيه الزبير، وذلك في ليلة اليوم الخامس من بداية رحلة العودة.
وهناك خارج النزل، وجد الزبير ابن أخيه سهيل، ومعه عدد من المقاتلين. اجتاحت الفرحة كلً
من الزبير وسهيل. ترجل الزبير، وركض أحدهما باتجاه الخر، وركع الزبير على ركبتيه،
واحتضن أحدهما الخر. وضع الزبير يده على رأس سهيل، وقبله، ثم قال: حبيبي سهيل، كيف
عاملوك؟
ابتسم سهيل ابتسامة بريئة وقال: بأحسن ما يمكن... طعامهم شهي جدا.
قال قائد المقاتلين: ستجد سلحيك بغرفتك في النزل.
وقف الزبير، وقال: الملك يريد رؤيتي عندما أعود.
فرد القائد: نعم، لقد أخبرنا بذلك.
"كيف ألقاه؟" سأل الزبير.