رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

خطة الزبير – بعد تجميع الشخاص المهمين لتنفيذها – على تجميع جيش كبير منقامت


المقاتلين الموالين للملك الهارب. ولما علم الملك بذلك، أيقن أنه ل بد وأن يستعد منذ الن لتعيين


قائد لكل هؤلء المقاتلين. ولم يحتر كثيرا في اختيار القائد فوقع اختياره فورا على القائد جاسم.


ومن خلل خبرته الكبيرة ونظرته الثاقبة، علم الملك جيدا أن إناطة وظائف كثيرة بالمرء تشتت


تركيز المرء وتضعف أداءه، وأن تقسيم الوظائف يفعل العكس تماما. لهذا قرر الملك أنه سيجعل


القائد جاسما قائدا للجيش فقط، وسيعفيه من قيادة حراسه.


اجتمع الملك الهارب بالقائد جاسم وأخبره بقراره الجديد، ففرح القائد بهذا التشريف العظيم وبثقة


الملك الكبيرة به. ثم أخبره الملك بأن يختار رجل كفئا يثق به يكون قائدا جديدا لحرسه.


تفكر القائد جاسم جيدا، فقيادة حرس الملك مهمة صعبة للغاية وتتطلب رجل يتسم بالقوة


العظيمة والذكاء والخبرة. كما أنها تتطلب رجل يستطيع التنبؤ بالمستقبل، ويشم رائحة أية مؤامرة


للهجوم على الملك أو اغتياله. وأهم صفة تتطلبها هي الوفاء العمى والمطلق للملك.


تفكر القائد جاسم، ووقع اختياره في النهاية على ابنه عاصم الذي كان أحد حراس الملك


الهارب. عاصم كان شابا إبان ذلك الزمان، وربما افتقد لكثير مما بحث عنه القائد جاسم بالخص


للخبرة، إل أنه اتسم بأهم صفة للوظيفة الجديدة، وهي وفاؤه العمى للملك، لذا اختاره القائد جاسم.


توجه القائد جاسم إلى حيث يقيم ابنه عاصم، إلى حجرة محفورة بالصخر ولكن مفروشة بأثاث


حديث وأنيق جلبه القائد لبنه من المنطقة المحيطة بجبال اليبس.


طرق القائد جاسم الباب، وحالما علم عاصم أنه أبوه أسرع لفتح الباب، وتبادل الثنان التحايا، ثم


قال عاصم: تفضل، يا سيدي.


فدخل أبوه، فقال عاصم: تفضل، سيدي، بالجلوس.


جلس القائد، وما لبث عاصم حتى أحضر دلة من القهوة صب منها في فنجان ثم ضيفه لجاسم،


وهو يقول: تفضل، يا سيدي.


لقد احترم عاصم أباه كثيرا؛ والسبب الهم لذلك هو أن أباه رباه تربية شديدة قاسية منذ صغره،


لنه أدرك أن مثل هذه الظروف القاسية ل مجال فيها للدلل والتهاون.


كل هذا جعل شخصية عاصم قوية جدا، بل إن كل من يعرفه قال إنه يشبه في قوته وقسوته


وانضباطه أباه تماما، لكأنهما الرجل ذاته!


تحادث الثنان حديثا عاديا لمدة قصيرة، ثم نظر الب إلى ابنه الذي كان في الثلثينيات من


عمره، وكان طويل القامة قوي البنية مفتول العضلت، وكان له لحية وشارب أسودا اللون


مهذبان، وشعر رأس أسود كثيف.


وقال الب: لدي نبأ لك، يا عاصم.

Free download pdf