رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

أكثر من يحب في العالم. ثم تقوم وتقبله وتحضنه، وبعدها يقوم هو ليغسل وجهه، ويعود ليجلس،


فيجد ألذ الطعام الذي تشاركه فيه زوجته، وقد اعتادت أن تدلّ فتطعمه بيديها بين الحين والخر،


وهذا أمر أسعده كثيرا. وبعد وقت عندما يعتزم الخروج يجد لباسه وحذاءه بانتظاره، فيحمد ال


على الزوجة التي ل مثيل لها، وقبل أن يغادر تسأله ماذا يحب أن يتغدى اليوم وأي حلوى يحب أن


يتذوق، وأي عصير يحب أن يشرب! فيبتسم ويجيبها عن كل هذا، وهو يحمد ال على هذه الهدية


العظيمة. وفي الليل يتكرر المر مع العشاء، وما لذ وطاب من الحلوى والفاكهة والشراب الذي


يتنوع مع كل يوم ول يتكرر إل بعد مرور أيام كثيرة. ولقد حرصت سمية على أل تغضب زوجها


على الطلق، وحتى مع أتفه خطإ، اعتادت أن تعتذر له أشد اعتذار فورا وتحرص على أنه تقبله.


ولم يطلب قط منها طلبا إل ونفذته. ووسط هذه العناية الجنونية منها به، ظن أمين في كثير من


الحيان أن لديها وسواسا براحته وسعادته، وكثيرا جدا ما طلب منها أل تقسو على نفسها من أجله،


ودوما ما جاوبته بابتسامتها الرقيقة البريئة، وبأن قسوتها على نفسها من أجله يمل قلبها بالفرح


والسرور.


ذات يوم نظر الزوج السعيد إلى وجه زوجته الجميل، وقال وهو يبتسم: أنا أسعد رجل في


العالم، ل تتصورين مدى سعادتي بكِ!


ثم أمسك بيدها الناعمة، وأضاف: ل يهمني أي شيء في هذا العالم سواكِ. لقد رزقني ال كما


هائل من المال، ل أظن أحدا في هذه البلد يمتلك مثله، كل من أقابلهم وأعرفهم يتمنون عُشر هذا


المال، ويظنون أن من يمتلكه أسعد النام. لكن كل هذا المال الجم ل يعني شيئا بجانبك. أنا أكثر


الناس حظا في هذا العالم، لنك لي، ولنني لكِ.


مل السرور قلب سمية، التي ابتسمت ابتسامة بريئة ساحرة، وردت: لو عشت معك – يا حبيبي


– في كوخ كل حياتي، لكنت أسعد البشر. أنت حياتي كلها.


زادت ابتسامتها اتساعا وبانت غمازاتها الساحرة وهي تقول: أحبك حبا جنونيا لم يحبه أحد لحد


آخر في التاريخ كله. حتى في أكثر القصص والشعار مبالغة، ل يوجد حب يضاهي حبي لك.


وربما يبدو كلمهما عن عدم اهتمامهماربما يبدو هذا الكلم مبالغة من كليهما، ول يصدق!


لكن كلهما عنى جيدا الكلم الذي قاله، واستعد للتضحية بكل شيء مهما عظمبالمال نفاقا وكذبا!


من أجل الخر.


***


تعرف أمين وسمية، على رجل ثري من رجال الروضة اسمه عابد، وبات صديقهما.


وذات يوم أتى لزيارتهما، في قصر أمين.


تبادل الثلثة التحايا، وجالس عابد الزوجين.


وطفقوا يتحدثون، ثم أحضر الخدم الفاكهة والعصير، ليشرب منها ويأكل الثلثة.

Free download pdf