رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

توجه المغيرة مع بعض مقاتليه إلى مدينة المينية، ثم إلى منزل منيب الذي كان أشبه بالقصر


منه إلى منزل عادي، ثم طلب لقاء منيب فاستضافه الخير.


انبهر المغيرة من شدة جمال المنزل، وبالذات إلى أثاثه الثمين، والذي تكون معظمه من الخزف


والخشب الثمين، وكان الثاث مزخرفا بأجمل الشكال وأدق فن.


اصطحب الخادم المغيرة ورجلينِ آخرينِ إلى إحدى الغرف في القصر.


لم تتسم الغرفة بالكبر، لكن كانت جميلة جدا، وفيها كراسيّ كثيرة مصنوعة من الخشب الثمين،


وامتلت بالجرار والتحف الخزفية.


دخل المغيرة الغرفة، فرأى رجل مسنا هو منيب يجلس على كرسي فاخر. ولكن رأى المغيرة


شخصا آخر أثار فيه العجب، ولم يتوقعه على الطلق. فبجوار منيب وُجِدَ كرسي آخر، جلست


عليه امرأة شديدة البياض حتى إنها تكاد تكون أبيض من الثلج، وقد انتشر في وجهها النمش


الحمر الجميل الذي أضفى عليها جمال إضافيا. وقد امتلكت نهدين ضخمين جدا نافرين. كانت


ممتلئة القوام مكتنزة الجسد في نحو مثير وجميل، وكانت تعابير وجهها مثيرة للغاية، وكانت


صهباء الشعر، في نحو أبرز بياض بشرتها، وعيناها كانتا رماديتا اللون تسلبان اللباب. وكانت


انحناءات جسدها كاملة مثيرة للغاية. أحدث جمالها وإثارتها فعله بالمغيرة، الذي اهتاج لرؤيتها؛ إذ


لم يسبق له أن رأى شيئا مثيرا كهذا، وتمنى الفارس الفحل لو أنها له.


"أهل بك" قال منيب.


أراد المغيرة أن يظل ينظر إلى المرأة لكنه خشي أن يكتشف منيب ولعه بها.


رد المغيرة -بعد أن أشاح بنظره عنها-: مرحبا بك.


ثم اختلس نظرة نحوها ثم أشاح بنظره. فالرجل الذي عرف بشدة قساوته وفظاظته بات في تلك


اللحظات هشا ضعيف كأنه كرة مصنوعة من القش تتقاذفها رياح جمال تلك المرأة وإثارتها!


فقال منيب: أنا منيب، عمدة المينية.


ثم أشار إلى المرأة وقالت: وهذه ابنتي حورية، وهي ثاني أهم شخص بعدي في المدينة كلها.


مما أثار استغراب المغيرة أيضا يوم رأى حورية – عدا عن جمالها وإثارتها غير المحدودين –


هو كيف تجلس امرأة بجوار عمدة مدينة في البقاء، في حين اعتاد أهل البقاء كلها أن تنحجب


النساء عن ملقاة الرجال الغرباء في ذلك الزمان.


لكن ما لم يعرفه هو أن حورية أكثر من يحب أبوها، وقد رباها أن تكون قوية مَثَلُها كمثل


الرجال منذ صغرها، ومنذ طفولتها اعتاد العمدة أن يُجلسها معه دوما، وكلما حضر رجل أو رجال


للقائه، مهما بلغوا من مكانة ومنصب. وقد اتسمت منذ صغرها بقوة الشخصية، ولما رباها أبوها


بهذه الطريقة، قويت شخصيتها أكثر وأكثر، حتى باتت تضاهي الرجال بالقوة والثبات.

Free download pdf