رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

سكت القطش لمدة، ثم أضاف بهدوء: ولكن هذا ليس مشكلتنا الن، لقد وجب علي أن أقدم هذه


النصيحة لك منذ زمن بعيد، ل الن بعد أن سكنت المرأة قلبك ولن تغادره أبدا.


ثم قال القطش: المرء عليه أن يعرف قيمته الحقيقية، فإن كان عظيما، فعليه أن يعرف أنه كذلك


دون غرور، وإن كان بسيطا قليل الحيلة، فعليه أن يعرف أنه كذلك دون ذل.


ثم وضع كفه على فخذ المغيرة الذي كان ينظر في الرض خجل وضعفا، وقال: وأنت أيها


المغيرة، رجل عظيم للغاية، وأكبر دليل على ذلك أنك نقي من الداخل وتفضل مصلحة الناس على


مصلحتك، وأنا أعرف هذا جيدا منذ كنتَ طفل صغيرا. وما يؤكد عظمتك أنك شجاع وجريء


وقوي، وأنك حررت مدينة يسكنها اللف من الفساد والظلم اللذين أقاما فيها عقودا كثيرة. كما قلتُ


مسبقا، هذا ل يعني أن تصير مغرورا، وأن تتكبر على البشر، لكنه يعني أنك يجب أن تعرف قدر


نفسك، وأن تثق بها.


ثم أضاف: أيها المغيرة، عليك أن تثق بنفسك مهما عل قدر من أمامك. أهم رأي في العالم عنك


هو وجهة نظر قلبك عنك. الهم أن تكون راضيا عن نفسك... ل تتملق أحدا، ل تنافق أحدا... ل


تغير من مبادئك ول ترتكب الخطاء فقط من أجل إرضاء الخرين.


ابتسم ثم قال: أنت أعظم رجل قابلته في حياتي، حتى ملوك الضياغم جميعهم لو ولد واحدهم


في ظروفك ما استطاع تحقيق ما حققته، وما استطاع تحرير الفيحاء كما حررتها.


عليك أن ترى أنك الفضل حتى لو رأى الخرون غير ذلك. لم أقابل امرأة في حياتي – رغم


أنني رأيت كثيرا من فاحشات الجمال وعظيمات الذكاء والخلق- وأحسست أنها أعظم من ابني


المغيرة.


ليس عليك أن تتساءل وتحتار إن كنت ندا لحورية هذه... العكس هو الصحيح، حورية عليها أن


تتساءل إن كانت ندا للمغيرة، الرجل العظيم.


دمعت عينا المغيرة، وانكب على معلمه يحتضنه، فابتسم القطش وبعد مدة أحاط بذراعيه


المغيرة، وبادله الحضان.


***

Free download pdf