رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

وقد اشتد القتل في قطاع الطرق، ل سيما من قبل المغيرة، الذي كان أقوى الحاضرين في ساحة


الوغى. وأثناء الشتباك، اقترب المغيرة من أحد قطاع الطرق، فضرب سيفه بسيفه حتى أزاحه


بعيدا، ثم ضرب ذراع غريمه فجرحها. بعد ذلك أمسك بغريمه من ذراعه المجروحة ووضع سيفه


على عنقه، وصرخ: أي هؤلء جازي؟


فصرخ قاطع الطريق المتألم: ل أعلم.


فجرح المغيرة عنقه بسيفه جرحا صغيرا بات يسيل منه الدم غزيرا، فجزع قاطع الطريق


وامتل جوفه رعبا.


عندها كرر المغيرة سؤاله، فأجاب قاطع الطريق صاغرا، وهو يشير إلى أحد المقاتلين: هو


ذاك.


قطع المغيرة رأس قاطع الطريق، وركب جواده، واتجه نحو المقاتل الذي اُخبر عنه، وبينما هو


يفعل ذلك، صرخ المغيرة: جازي.


فالتفت إليه جازي، فتأكد المغيرة أنه هو.


اقترب المغيرة من جازي، وكلهما على جواده، وجعل أحدهما يضرب سيف الخر بسيفه،


وبعد عدة ضربات كان المغيرة أقوى فيها، أيقن جازي أنه أقل قوة من غريمه، ففر من أرض


المعركة، فأي قاطع طريق ل تشكل الكرامة والشجاعة شيئا له مقابل الحياة.


تبعه المغيرة حتى ابتعدا عن ساحة الوغى. وتمكن المغيرة من اللحاق به، فتبادل الضربات


بالسيوف، ثم نزل المغيرة عن جواده بسرعة، بينما ظل جازي على حصانه، وظل يتبادلن


الضربات. بعدها نزل جازي عن جواده لنه أحس أن ذلك سيسهل عليه مقاتلة المغيرة. وبدأت


معركة شرسة بين أقوى مقاتلين في منطقة الفيحاء وما حولها.


وقد استلم المغيرة زمام المبادرة، فضرب بسيفه يقصد بطن جازي، لكن الخير تراجع للخلف،


ثم ضرب يقصد ذراع المغيرة اليمنى، فتفادى الخير الضربة، فضرب جازي يقصد ذراع غريمه


اليسرى، لكن المغيرة تفادها، وهو يتحرك برشاقة رغم ضخامة جسمه الممتلئ بالعضلت. وفورا


تقدم المغيرة نحو جازي وطعنه في بطنه. ركع جازي على ركبتيه، وعندها غرس المغيرة سيفه


كامل في بطنه.


بعدها وبدون رحمة أو تردد، قطع المغيرة رأسه، وأخذه ولفه بقطعة قماش صحبها معه على


حصانه. ثم ركب جواده، وعاد إلى ساحة المعركة.


وظل المغيرة ومقاتلوه يقتنصون أرواح خصومهم. صحيح أن هدفه الرئيس تمثل في الحصول


على رأس جازي وقد نجح في ذلك، لكنه أراد أن يخلص النام من شرور قطاع الطرق هؤلء إلى


البد.


وهكذا استمر التقتيل في قطاع الطرق، فلم يبق منهم إل قلة قليلة فرت من ساحة المعركة.

Free download pdf