رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

فرح المغيرة كثيرا بكلمات المرأة، التي أخفى إعجابه الضخم بها.


وفي الوقت نفسه، كان منيب يبتسم ابتسامة عريضة؛ فقد اقتص من قاتل ابنه.


قال منيب: بارك ال فيك، أيها المغيرة.


ترك المغيرة الرأس مستقرة على أرضية الغرفة، ثم عاد إلى كرسيه، ونظر إلى منيب، وهو


ينتظر منه أن يعطيه الجائزة المزعومة.


قال منيب: لقد وعدتك بجائزة لم يجرؤ أن يحلم بها أحد من النس والجان، وها أنا أفي بوعدك.


جائزتك هنا في الغرفة أمامك، أيها المغيرة.


استغرب المغيرة من كلم منيب، فهو لم ير أية جائزة في الغرفة، وجعل يقلب ناظريه فيها يمينا


ويسارا وإلى العلى والسفل، لعله لم ينتبه إلى شيء محدد، لم يجد صندوقا مليئا بالذهب، ول


صندوقا مليئا بالماس أو الحلي، ول جواري لم تخطر على بال بشر، بل ول حتى جارية واحدة.


بدأ المغيرة يغضب ويفقد أعصابه؛ إذ حسب أن منيبا يسخر منه.


حدق المغيرة في منيب، وقال بنبرة غاضبة، وعيناه تكادان تغادران محجريهما: أنا ل أرى أية


جائزة هنا.


ابتسم منيب، ثم أشار إلى حورية، وقال: حورية هي جائزتك.


فتح المغيرة فاه مشدوها، ولم يصدق ما سمعه، وفرح فرحا هو العظم بحياته، فحورية أهم من


كل المال الذي تمناه يوم سمع بالجائزة أول مرة، بل إنه لو ملك مال العالمين كله، لبادله مقابل


حورية. ورغم أنها أمامه وباتت له، فقد تاق لها وللعيش معها، فهو أدرك جيدا أن يوما واحدا معها


يفوق عمرا مع غيرها.


سرعان ما ابتسم ونظر إلى حورية فوجدها تبتسم ابتسامة عريضة مثيرة.


"ولكن" قال منيب، وأكمل: حورية أغلى شيء على قلبي، ولي شرطان كي أعطيك إياها.


المغيرة استعد أن يقبل الشرطين قبل أن يسمع بهما، لكنه قال: ما هما؟


"الول: أن تعاملها كند لك، وكأنها عمدة الفيحاء مثلك، وأن تجلس معك في كل مجالسك، مهما


حضرها من رجال كثيرين ومهما علت منزلتهم، وأن تشاورها في أي أمر تتخذه، فهذا كله طبقته


على نفسي، عندما عاملتها طيلة هذه السنين الكثيرة على أنها ند لي" قال منيب.


"وما الثاني؟" سأل المغيرة.


فأجاب منيب: أريد لكل حاشيتها من خدمها وجواريها والرجال الذين ينفذون طلباتها أن يذهبوا


معها وأن يرتحلوا معها أي مكان ترحل إليه.

Free download pdf