رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

ثم أشار إلى الرجل الخطير الواقف بجوار حورية: هذا الرجل اسمه عكرمة، وهو أكثر رجل


أثق به في العالم، وأريده أن يذهب مع حورية إلى مدينتك ودارك، وأن يظل معها في أي مجلس


ومتى طلبته، فهو أقدر رجل على حمايتها.


لقد كان عكرمة قويا شديد البأس، وعرف بأنه أشد رجال قومه، وكان فطنا قاسيا، ل هينا، ول


يمكن خداعه بسهولة.


نظر المغيرة بامتعاض إلى عكرمة؛ فلم يعجبه أن يأتي رجل آخر إلى بيته ليحرس المرأة التي


ستغدو زوجته، وشعر بالساءة من منيب، فكيف ل يأتمنه على حماية زوجته؟!


وكذلك لم يعجبه أن تشاركه امرأة في إدارة مدينة الفيحاء وحكمها، وخشي من كلم الناس عن


هذا.


ولكنه رغم كل هذا، استعد لقبول المستحيل من أجلها، فأنى لرجل أن يرفض كل هذا الجمال؟!


"حسن" قال المغيرة، وأكمل: أنا موافق.


فرد منيب: مبارك.


ونظر المغيرة إلى من ستغدو زوجته بابتسامتها التي كادت تفطر قلبه، ونظرت حورية إلى من


سيغدو زوجها.


***


قبل أن تنقل حورية إلى الفيحاء، لتعيش مع زوجها، تحادثت مع جاريتها زمردة.


قالت زمردة: هذا الرجل يبدو فحل.


فابتسمت حورية ابتسامتها المثيرة.


وأضافت زمردة: إنه قوي وذو شأن في مدينته وفي كل البقاء.


فزادت فرحة حورية، التي أحست أنها ستتزوج رجل يقترب ولو قليل – في عظمته – من


عظمتها!


سكتت زمردة، ثم قالت: ولكن أل تخشين أنه بقوته وشدته، سيسطر عليك، ويُفقدكِ المكانة التي


تتمتعين بها عند والدك؟!


ضحكت حورية ضحكة قمة في الثارة والستهزاء، ثم قالت: أنا سأضع هذا الرجل كالخاتم في


إصبعي... بل سأستعبده... تأكدي من هذا جيدا... منذ المرة الولى التي رأيتها به، لحظت نظراته


المشتاقة لي، ومنذ تلك اللحظة، عرفت أنني سأمتلكه من خلل جمالي.


***

Free download pdf