رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

عاش المغيرة بسعادة مع حورية. في البداية ظل يجامعها. لكن مع مرور الوقت جعلت تحرمه


من نفسها أحيانا، وتمنحه نفسها أحيانا أخر. ورغم ذلك لم يستطع أن يقاوم انحناءات جسدها ول


تعابيرها المثيرة. وبهذا باتت تتحكم به، في البداية كانت تحضر أي اجتماع له أو أي استقبال


يستقبل فيه أحدا، ومع مرور الوقت وبعد أن باتت تحرمه جسدها مرة وتعطيه إياه مرة، باتت هي


من يتخذ القرارات وعمدة الفيحاء الحقيقي. تألم مما حدث، وعلم أن ما حدث خطأ لكنه استسلم


وسلم نفسه لها؛ لنه ل يستطيع أن يتخلى عن المرأة الكثر إثارة في العالم!


لقد اتسم طيلة عمره بالتواضع، حتى بعد أن حرر الفيحاء ثم غدا عمدة لها، ولم يحتقر الناس


حتى أكثرهم ضعفا وذل، وظل يعاملهم باحترام ولطف، وظل يزور حيه الفقير الذي ولد فيه، بل


وعرض المال على جل أهل الحي، وقدمه لمن قبل منهم ذلك. ومما زاد آلمه من حورية، هو


غرورها وتكبرها على من حولها، بمن في ذلك خدمه وحتى أصدقاؤه وجنوده والمقربون منه، بل


إنها حتى تعالت على أمه وأخيه وأخواته، الذين لم يحب أحدا كما أحبهم. كانت تتأمر على الجميع


بطريقة مهينة، وتوبخ الجميع وتصرخ على الجميع على أتفه السباب، كل ذلك ضايقه لكنه من


جديد لم يجرؤ على مواجهتها على الطلق، رغم شكاوى أمه وإخوانه المتواصلة!


كانت نفسه في حيرتها طائرا يحلق في سماء عالية، وكلما اقترب ذلك الطير من اليابسة يريد أن


يهبط عليها وأن يستقر عاد من جديد للطيران. قرر في مرات كثيرة أن يتركها إلى البد، وبعد أن


تستقر نفسه على ذلك لمدة قصيرة يجد نفسه يختار العودة إليها؛ فمن المجنون الذي يترك مثل هذه


المرأة التي ل مثيل لها؟!


لم يعرف الرجل ماذا يختار، وأراد شخصا يشير عليه بالصواب، بل حتى استعد لن يختار


عنه ذلك الشخص؟!


توجه المغيرة إلى دار القطش وتكرر ما يحدث دوما في كل زيارة يزورها لها، حتى وصل


الثنان إلى محور الحديث، وأخبره المغيرة بسبب حيرته وطلب منه أن يشير عليه بما يجب فعله.


استاء القطش كثيرا من كلم تلميذه النجيب، ولول مرة أحس أنه ليس بنجيب وأنه يفعل أمرا


لهو خطأ بيّن. واسود وجهه اسودادا عظيما، ثم قال الرجل العمى بحزم: ما هذا، أيها المغيرة؟!


أنا ل أصدق أنك المغيرة... هل أنت رجل آخر يستغل أنني أعمى وينتحل شخصيته؟!


زاد كلمه آلم المغيرة أضعافا؛ فقد وجد قسوة لم يعهدها من الرجل الذي أرسل تجاهه دوما


الحنان والعطف!


تنهد القطش، ثم أضاف بغضب: المغيرة الذي أعرفه رجل...


اسود وجه المغيرة.


سكت الثنان حتى قال القطش بعد مدة بنبرة تحمل غضبا أكبر: المغيرة الذي أعرفه ل يرضى


أن تذله جيوش، أبآخر المطاف تذله امرأة وتتحكم به؟!

Free download pdf