laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
الزبير احتاج المغيرة لتنفيذ خطته؛ وذلك لسباب كثيرة وهامة، أهمها قوة المغيرة وامتلكه
لعدد كبير من المقاتلين الشداء القوياء. وقد استعد لفعل أي شيء لقناعه بالموافقة.
صحيح أن المغيرة أحب البقاء كثيرا، لكن الزبير – بذكائه الكبير – علم أنه ل بد من تقديم مزايا
للمغيرة حتى يقنعه. فبعد أن خفض ملك ياقوتة الضرائب على الفيحاء إلى الثلث، وبعد أن منحها
حكما ذاتيا، توجب تقديم شيء أكبر للمغيرة حتى يقتنع.
وكذلك – بذكائه- توقع الزبير شخصية المغيرة، وأنه مختلف عن رجل مثل أمين. فأمين سيفعل
أي شيء من أجل البقاء دون مردود على خلف المغيرة.
ساد صمت في الغرفة، ثم قالت حورية: دعني أتحادث مع المغيرة، وسنخبرك بقرارنا.
أعجب الزبير بشخصية حورية القوية، ففي ذلك الزمان وذلك المكان، لم يكن من العادي أن
تشارك المرأة بالحكم، ل بل أن تكون هي الحاكم الحقيقي.
أكمل الزبير ما تبقى من العصير، ثم استأذن للمغادرة، فأذن له المغيرة.
وبعد مدة، عاد المغيرة وطلبه إلى الغرفة نفسها.
جلس الزبير على الكرسي نفسه.
ثم قالت حورية: نحن موافقون.
نظر إليها المغيرة بالنزعاج نفسه، الذي أحس به كلما تدخلت في إدارة الفيحاء، لكنه كالعادة لم
يستعد للتخلي عنها.
ثم قال المغيرة مؤكدا: نعم، نحن موافقون.
ابتسم الزبير ابتسامة عريضة؛ فخطته باتت على شفا نجاح كامل.
***