laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
وقد لبس مقاتلو ياقوتة زيهم المعروف المتكون من اللون البيض في معظمه، ويتخلله زخرفة
باللون البرتقالي المائل للحمرة. في حين لبس مقاتلو البقاء زيهم المعروف عنهم المتكون من اللون
البنفسجي في معظمه ويتخلله اللون السود.
وقد اصطحب الهيثم معه إلى الحرب ابنيه الكبيرين، اللذين كانت أعمارهما عشرين عاما
وثمانية عشر عاما، ولم يصطحب معه ابنه الصغر سليما؛ لنه كان ذا ثمانية أعوام فقط إبان
الحرب المقيتة.
فرغم تيقن الهيثم من الهزيمة، فقد أصر على اصطحاب ابنيه؛ فالقائد الحقيقي يضحي بأبنائه
أول وقبل غيرهم.
بعد الهيثم، كان أهم من في جيش البقاء، عشرة من العمداء، من بينهم ثلثة أسماؤهم بهاء
وصلح ومعتصم. وامتاز هؤلء العشرة بالقوة العظيمة، وقد عرفوا في شتى أنحاء البقاء.
وقعت الحرب، واشتبك جيشا ياقوتة والبقاء، ومع مرور الوقت وقع القتل الكثير في صفوف
جيش البقاء، وباتت الكفة تميل ميل بائنا باتجاه كفة جيش ياقوتة، وصدق حدس الهيثم، إذ انتصر
جيش ياقوتة انتصارا مؤزرا. وفي أثناء المعركة ورغم تفوق عدوه، فقد ظل الهيثم يقاتل حتى
اللحظة الخيرة. ففي أثناء المعركة، كان الهيثم مترجل، وتوغل في صفوف جيش ياقوتة وجعل
يُقتّل جنوده، حتى قتل عدد كبيرا جدا منهم وحده، مما أبهر أفراد الجيشين. وبينما هو يفعل ذلك
طُعن في أحد رجليه، ولكنه ظل يتوغل، ثم جرحوا إحدى يديه، ورغم ذلك ظل يتوغل ويتوغل، ثم
قطع أحدهم رجله، فركع على ركبيته ولكنه ظل ممسكا بسيفه ويقاتل وهو ثابت على ركبتيه،
ونجح في قتل جندي وهو على هذا الحال، لكن الشجاعة أحيانا تودي بصاحبها، فقد انتهى المطاف
به بأن قتله جنود ياقوتة. وأثناء توغله هذا قتل ما يزيد على خمسة عشر فارسا بمفرده، وهو أمر
عظيم جدا لدرجة أنه يقارب الخيال.
ولحقا لما علم أهل البقاء بكل هذا، أصبح في نظرهم أسطورة وبطل قوميا لكل البقاء. ل سيما
مع تضحيته بابنيه اللذين قتل أيضا في الحرب. وبهذا غدا أكثر رجل محبوب في البقاء، حتى أكثر
من الملك الهارب قصي!
أما العمداء العشرة الذين ولوه في الهمية في الجيش فقد قتل منهم سبعة، ولم يبق سوى بهاء
وصلح ومعتصم، الذين قاتلوا بشراسة حتى اللحظة الخيرة، حين فروا بحياتهم مع كل هذا التقتيل
في جيش البقاء، وهذا الفرار أسكن شعورا بالعار في قلوبهم لم يفارقهم مدى حياتهم.
وهكذا طحن جيش ياقوتة جيش البقاء، وقتل ما يقرب من نصفه في حين انقسم النصف الثاني
بين جريح وفارّ.
***