رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

صحيح أنها لطالما غمرته في بحر من الحنان والدلل، لكنها دوما أغرقته في محيط من القسوة


والصد كلما تبادر إلى ذهنه – ولو طيف فكرة بسيطة - بأن يخرج من هذه القرية النائية أو أن


يصرح للناس بأنه ابن القائد الهيثم.


اقتربت أمه منه، وركعت على ركبتيها، بينما أمسكت كفيه بكفيها، ثم قالت: سليم، أعداؤنا


يريدون سلب حياتك، ولو وجدوك، فلن يتوانوا في قتلك.


ثم شدت على كفيه، وقالت بحنية: أنا الوحيدة التي أستطيع ان أحميك... فثق بي. سنظل هنا إلى


البد، أو حتى تحدث معجزة وتتحرر البقاء، رغم أن ذلك لن يحدث أبدا.


ثم أضافت: ثق بي، يا بني. أنا فقط من سيقودك لبر المان. كل ما نحن فيه بسبب طموحات


والدك. لقد علمتني الحياة أن القناعة والواقعية هما سبيل النجاة.


ثم نهضت وقبلت رأسه بنعومة، وهي تهمس: ثق بي.


واحتضنته.


لم يقتنع الفتى الطموح على الطلق بكلم أمه؛ لكنه آثر الصمت؛ لنه كان يخاف منها.


ولحقا تكرر مثل هذا الحوار كثيرا، لكن سوسن دائما ما قتلت طموحات ابنها بحزم، حتى


رضخ سليم في النهاية لمر أمه؛ لنه كان ضعيفا ولن أمه وحدها التي حمته دائما، ولنه خاف


من الحياة ولم يستطع أن يواجهها وحده!


***

Free download pdf