رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

في البداية أتى أمين، ولكنه لم يكن وحده، فقد أتت معه زوجه سمية. أعلم مقاتلو قوة الحماية


الزبير بمقدمه، فخرج لستقباله.


المقاتلون الذين أتَوا بأمين ساعدوه في الترجل عن جواده، ثم أزالوا العصبة عن عينيه. ثم ساعد


أمين زوجته سمية على الترجل وأزال العصبة عن عينيها.


الزبير راقب كل هذا، إذ رأى سمية ذات العينين الزرقاوين والبشرة التي فاقت الثلج في


بياضها، وعاكسها في تناقض جميل وتصارع يسر النظر، شعرها الذي فاق الليل في سواده، وقد


كانت نحيلة طويلة، جميلة الوجه.


وضعت سمية كفيها على كتفي زوجها أمين، وقالت بنعومة وحنان فائضين: هل أنت بخير؟! لقد


خفت عليك طيلة الرحلة.


وبالفعل شعرت سمية بالخوف من القدوم إلى هذا المكان المجهول، ووسط كل هذه الحترازات


من مقاتلي الملك الهارب.


ابتسم أمين، وأمسك كفها وقبلها، ثم قال: أنا بأتم خير، ل تخافي علي. المهم، كيف حالك أنتِ؟


"أنا بخير" ردت سمية بصوتها الناعم، ثم جعلت تنفض بيديها الغبار والتراب من على لباس


زوجها، وتعدل له هندامه الذي تغير موضعه جراء السفر.


انذهل الزبير؛ إذ لم يسبق له أن رأى امرأة بهذا الجمال وبهذه النعومة، ولم يسبق أن رأى امرأة


تملك صفات تقارب هذه الصفات، وتدلل زوجها كل هذا الدلل، وتعتني به أقصى عناية. لطالما


اعتقد الناس - ومنهم الزبير- أن أمينا محظوظ لنه يمتلك أموال ل تحصى، لكن الزبير أدرك في


ذلك اليوم أن أمينا محظوظ لسبب آخر، وهو امتلكه تلك الزوجة الرائعة التي ل مثيل لها.


اقترب الزبير من أمين، ومد ذراعيه جانبا ثم أحاط بهما أمينا، واحتضنه، فاحتضنه أمين.


"أهل بك بيننا" قال الزبير.


فرد أمين: مرحبا بالزبير.


ابتعد الرجلن أحدهما عن الخر، ثم قال الزبير: لقد انتظرناك بفارغ الصبر.


ابتسم أمين، ثم نظر إلى سمية، وقال للزبير: هذه زوجتي سمية.


ارتبك الزبير غير المعتاد على التعامل مع النساء، وقال بارتباك: أهل بك، سيدتي.


ابتسمت سمية، وردت: مرحبا أيها الزبير، لقد سمعت عنك كثيرا.


ابتسم الزبير، ثم قال: تفضل من هنا.


وقادهما إلى الغرفة التي سيقيمان فيها، وأخبرهما أنه حالما يريد الملك لقاءهما فسيستدعيهما.

Free download pdf