رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

ومر الوقت حتى أباد مقاتلو البقاء جنود ياقوتة على بكرة أبيهم، فحتى الجرحى والسرى تم


قتلهم؛ ليصال رسالة قوية ومرعبة لملك ياقوتة ومقاتليه.


تألق الزبير الذي استخدم أسلوب القتال بالسيف والخنجر معا، بينما ظل يحيط به أفراد فرقة


الزنوج من كل ناحية، وكل هذا تكرر في كل الحروب التي خاضها لحقا. أما المير ريان، فقد


تألق هو الخر، وقد اعتمد في قتاله على المساك بمقبض سيفه من خلل كفيه الثنتين، وتوجيه


الضربات القاسمة لعدائه. وقد أبدع المغيرة، الذي كان يقاتل بإمساك السيف بيد واحدة، وتميز


بقوة ذراعه اليمنى، فكانت ضرباته كأنها زلزل تنهال على خصومه.


وهكذا قضى مقاتلو البقاء على ربع جيش ياقوتة عندما غدروا بهم، كما غدر جيش ياقوتة بالبقاء


في الحرب المقيتة.


***


المعسكر الذي دمره ثوار البقاء، وضعه ملك ياقوتة منذ اللحظة التي انتهى فيها زحفه في


أراضي البقاء وحرص على أن يكون عدد الجنود فيه ضخما؛ فلطالما خشي أن تحدث ثورة ذات


يوم. وبالفعل أتى اليوم الذي خشيه ملك ياقوتة، وقامت الثورة، ففي الليلة نفسها التي دمر فيها ثوار


البقاء معسكر ياقوتة، ثارت كل مدن وقرى ومناطق البقاء المحتلة من قبل مملكة ياقوتة، وجعل


الناس يقتلون جنود ياقوتة، حتى أبادوهم على بكرة أبيهم. فما منعهم من فعل مثل هذا مسبقا، هو


خشيتهم من وصول قوات كبيرة من مقاتلي ياقوتة من ذلك المعسكر الضخم الذي دمره الملك


الهارب.


***


حالما انتصر مقاتلو البقاء انتصارهم الساحق على ياقوتة، أقاموا معسكرا لهم إلى الشرق من


الفيحاء، حيث نصبوا خيامهم. وذلك لنهم احتاجوا مكانا فسيحا يتحركون فيه بسهولة، ويتدربون


ويتهيؤون على النحو الذي يناسبهم، فمدينة الفيحاء، ضيقة الشوارع مملوءة بالزقق الضيقة،


والبيوت التي يزاحم بعضها بعضا، ومكتظة بالسكان.


وبعد أيام من تدمير معسكر ياقوتة، وتحرير مدن البقاء الواحدة تلو الخرى، التقى الملك قصي


بالزبير، في معسكر مقاتلي البقاء، في خيمة الملك. كانا – كسائر أهل البقاء – فرحين كثيرا. وظل


يتبادلن الحديث والضحكات.


وضمن حديثهما نظر الملك بتمعن إلى الزبير، وانتبه الزبير إلى نظرات الملك، وساد صمت


مهيب في الغرفة، انتهى بقول الملك: أتدري، أيها الزبير؟


"ماذا، يا مولي؟" رد الزبير.


فأجاب الملك: منذ مقتل أهلي، واحتلل البقاء، كل ليلة وأنا على وسادة النوم، اعتدت أن أدعو


ال، أن يمدني بجيش ينتقم لي من قتلة أهلي، ويعيد إلي ملكي الضائع.

Free download pdf