رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

تنهد ثم نظر بعيدا عن الزبير، ثم أكمل: ظننت أنه سيرسل لي جيشا جرارا من البشر... أو ربما


من الملئكة.


ثم نظر إلى الزبير بنظرات ملؤها التعظيم والتبجيل له، وقال: لكن أتدري ماذا كان الجيش؟


فرد الزبير: ماذا، يا مولي؟


فأجاب الملك: كان أنت!


هذا الكلم كان أجمل ما سمعه الزبير في حياته؛ فقد أحب الملك بعمق وجنون. لذا فرح فرحا


عظيما.


ثم قال للملك: أنت أعظم رجل قابلته في حياتي.


ثم ارتجف صوته وهو يقول: أنت أبي... ل سيما بعد أن فقدت والدي الحقيقي وجدي.


وتلك من اللحظات النادرة جدا في حياة الزبير التي ارتبك فيها، فقد اتسم بالقسوة الشديدة.


قام الزبير واتجه نحو الملك، وحضن أحدهما الخر بعمق وحرارة شديدين.


***


بينما الملك الهارب جالس ليل في خيمته في المعسكر، استأذن قائد الحرس عاصم للدخول عليه.


"من هناك؟" سأل الملك.


فأجاب عاصم: أنا القائد عاصم، أتأذن لي بالدخول، يا مولي؟


فرد الملك: بالطبع، تفضل.


دخل القائد عاصم الغرفة، وانحنى للملك قائل: تحيتي، يا مولي.


ثم أضاف: مولي، منذ الصباح، أتى ثلثة رجال مسنين يريدون مقابلتك، فمنعناهم عن ذلك،


لكنهم أصروا على لقائك، ثم جلسوا على الرض ، وقالوا إنهم لن يرحلوا إلى أن يلقوك، وإنه لن


يردهم شيء عن ذلك سوى الموت!


تعجب الملك ثم تساءل مستغربا: أولم يخبروك ماذا يريدون؟


فقال القائد: إنهم يزعمون أنهم آخر ثلثة عمداء في جيش مملكة البقاء السابق... إنه طبعا أمر ل


يصدق، إما إنهم عجزة خرفون أو إنهم محتالون.


تسارعت أنفاس الملك، ولم يصدق ما سمعه.


"أيعقل أنهم ما يزالون أحياء؟!" تساءل الملك بتعجب، فلطالما سمع أن العمداء بهاء وصلح


والمعتصم هم وحدهم من ظلوا أحياء من جيش البقاء، بعد أن فروا من الحرب ضد مملكة ياقوتة.

Free download pdf