رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

لكنه لطالما ظن أنها مجرد إشاعات أو أساطير يروج لها الحكاؤون في البقاء وهم يروون شجون


مملكتهم التي انهارت.


بسرعة صرخ الملك: أدخلهم علي بسرعة.


استغرب القائد عاصم، وتوجه مسرعا لينفذ أمر الملك.


في حين ذهب الملك ونادى ابنه المير ريانا، وتوجها معا وسط حراسة مشددة إلى أكبر خيمة


في المعسكر، والتي خصصت للتخطيط للمعارك.


وبعد مدة دخل القائد عاصم، ومعه ثلثة رجال مسنين، لكن أجسادهم – رغم تقدم العمر – كانت


قوية البنية مشدودة العضلت، توحي بهيئة عسكرية فذة وبقوة جسدية ل مثيل لها. كانوا جميعا


ذوي لحى وشوارب كثيفة، وكان شعرهم كلهم رماديا من تقدم العمر.


نظر الثلثة إلى الرض بخجل وبشعور بالعار، وهم بين يدي الملك.


لم يصدق الخير عينيه.


ساد صمت عظيم في الغرفة حتى قال الملك متعجبا: هل أنتم فعل من تزعمون؟!


تبادل الثلثة استراق نظرات خاطفة نحو الملك، ثم عادوا ينظرون إلى الرض بخجلهم


وشعورهم بالعار.


كان أحدهم يتقدمهم بخطوتين ويتوسطهم.


بعدها انحنى الثلثة على ركبهم، وهم ما زالوا ينظرون إلى الرض، حتى قال أوسطهم الذي


تقدمهم بخطوات قليلة: مولي، نعم، أنا العميد بهاء.


ثم أشار إلى الرجل على يمينه وقال: وهذا العميد المعتصم.


ثم أشار إلى الرجل الثالث، وقال: وهذا العميد صلح.


قال كل هذه الكلمات وهو ينظر إلى الرض.


احمرت عينا الملك وجحظتا، وبرزت العروق في رقبته، وأحس جميع من بالغرفة أنه في قمة


غضبه، وأن شيئا سيئا جدا سيحدث قريبا.


ساد صمت في الغرفة توقفت معه القلوب والنفاس بسبب غضب الملك، حتى قال: كيف فعلتم


ما فعلتموه؟!


صمت قليل ثم صرخ: أل تخجلون من أنفسكم؟! أل تشعرون بالعار؟! الهيثم يضحي بنفسه


وبأولده، وكذلك سائر العمداء، وأنتم تفرون من أرض المعركة كالنساء! بئس الرجال أنتم!


ثم أعرض بوجهه عنهم.

Free download pdf