رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

***


كان العمداء الثلثة قد سمعوا مسبقا بالزبير، وأنه وراء كل هذه الحداث الجسام. وقد شعروا


بالفضول والحماسة وأرادوا مقابلة هذا الرجل؛ فطلبوا من الملك الهارب أن يجمعهم به.


ولبى الملك طلبهم، فبعد يومين من مقدمهم، أرسل في طلب الزبير ليحضر إلى الخيمة الكبيرة


في المعسكر، المخصصة للتخطيط للمعارك. وبالفعل نفذ الزبير طلب الملك ودخل عليه بينما


جالس ابنه المير ريانا، والعمداء الثلثة.


حيا الزبير الملك وانحنى له ثم حيا الجالسين.


وبعدها جلس بعد أن أذن له الملك بذلك.


وتحادث الجمع حتى قال الملك: هؤلء العمداء الثلثة الوحيدون المتبقون من جيش البقاء بعد


الحرب المقيتة، وقد أتوا ليعينونا في الثورة.


ثم أشار الملك إلى الزبير، وقال: وهذا هو الزبير العقل الداهية المدبر لكل ثورة البقاء.


فرح الزبير بإطراء الملك، وابتسم ابتسامة خفيفة للعمداء الثلثة، ورغم جللة منظرهم وكبر


أعمارهم وأنهم من أهم عشرة رجال في تاريخ البقاء في العقدين الخيرين، لم يظهر عليه تأثر


كبير عندما رآهم.


فقال بثباته وزانته المعهودين: أهل بكم معنا.


تعجب العمداء الثلثة؛ فخلل أعوامهم الكثيرة، لم يشاهدوا رجل بمثل هذا الثبات وشدة البأس،


ل سيما وأنه في منتصف العمر.


فرد المعتصم: مرحبا، أيها الزبير.


وحيا بهاء وصلح بدورهما الزبير.


ثم قال بهاء: لقد سمعنا عنك كثيرا... يقال إنك رجل لم يمر مثيله على البقاء منذ مئات العوام.


نحن نريد القتال معك لخدمة بلدنا البقاء.


فرح الزبير بإطراء بهاء، وبأنه سيسخر وصلحا والمعتصم قوتهم الهائلة في خدمة خطته


لتحرير البقاء.


ثم قال بهدوء: لطالما أحسست أن خطتي ينقصها شيء ما لتكون كاملة، والن أدرك أنكم أنتم ما


كان ينقصها.


ابتسم العمداء الثلثة من إطراء الزبير. بينما استاء ريان من كل هذا الحوار.


وظل الحاضرون يتبادلون الحديث، ويتناولون مما ضيفه إياهم الخدم من شراب وطعام، حتى


وقت متأخر من الليل.

Free download pdf