رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

فجلست، بينما ظل واقفا احتراما لها؛ فرغم أنه رجل من البادية لم يعتد مخالطة النساء إل أنه


وقّر النساء واحترمهن أشد احترام، ل سيما إن كن بمنزلة حورية.


ابتسمتْ ابتسامة مثيرة من جديد، ثم قالت: ل عليك، اجلس.


تفاجأ من جرأتها ومبادرتها بالحديث، فنساء عهده لم يعتدن التصرف هكذا!


جلس على السرير الذي في الغرفة.


من جديد ابتسمت ابتسامة مثيرة واسعة، كشفت عن أسنانها ناصعة البياض المصفوفة كحبات


لؤلؤ في عقد، ثم قالت: كيف حالك؟


من جديد، استغرب من جرأتها ومبادرتها بقيادة دفة الحديث، وظل يستغرب كل مرة بادرت


فيها حورية لما تبقى من الحديث بينهما.


"أنا بأتم خير" قال.


ثم أضاف: في حقيقة المر، أنا في قمة السعادة... ل سيما بعد نصرنا وتحقيقنا ما حققناه.


ولول مرة بادر بالحديث وقال: وأنتِ، كيف حالك؟


ازدادت ابتسامتها اتساعا، كأنها كانت تنتظر السؤال، ثم أجابت: أنا أسعد منك، أيها الزبير.


قالت اسمه بنعومة ودلل وإثارة لم ير مثيل لهم في حياته، مما جعله يرتبك من جديد.


ثم أكملت: ما حققناه أمر من الخيال لم يتوقعه أحد قط.


وليكسر الرتباك، وكذلك ليوفي ضيفته حقها، قام وسكب عصيرا من إبريق في كأس.


"تفضلي" قال وهو يعرض الكأس عليها.


وبينما حافظت على ابتسامتها، أخذت الكأس من يده، وطفقت تشرب ببطء.


ظل واقفا من جديد، فقالت له: اجلس.


فجلس.


ثم قالت: كم استغرقك التخطيط لكل هذا؟


أجاب: سنوات... تنهد ثم أضاف: سنوات كثيرة.


"ل عليك، النسان مهما عانى فبالنهاية بعد تحقيق مراده ينسى كل معاناته" قالت.


استغرب من كلمها؛ فهو لم يتوقع حكمة كهذه من امرأة كل ما يفكر به المرء وهو يحادثها، هو


إثارتها الطاغية التي تنبعث منها واضحة.


"صحيح" ردّ.

Free download pdf