laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
وقد صحب الملكُ الهاربُ إلى قصره، إضافة إلى عائلتِه وابنِه الميرِ ريانٍ كل من: الزبير
والمغيرة وزوجه وأمين وزوجه وجاسم وابنه عاصم، وسليم. وجعلهم الملك يقيمون فيه تكريما لهم
على الحدث العظيم، الذي لم يكن لينجز لو غاب أي منهم.
ولفرحة الملك الهارب العظيم، زاد ثناؤه على الزبير وشكره له، حتى ظن الزبير أن الملك ل
يفعل شيئا سوى شكره.
وأثنى الملك كذلك على العمداء الثلثة بهاء وصلح والمعتصم، ونشر رسالة شكر لهم في
المملكة كلها.
"ولكن لماذا لم يعين أحدهم قائدا عاما على الجيش بدل من جاسم، رغم أن كل واحد منهم أقوى
منه جسديا، وأخبر منه في القيادة والتخطيط والمور العسكرية؟!" سؤال تبادر لذهن الكثيرين من
أهل البقاء.
والجابة هي أن الملك ظل واضعا في ذهنه أنهم – ورغم كل ما قدموه سواء قبل سنوات كثيرة
أو في الثورة - ذات يوم هربوا من ساحة الوغى وفضلوا أرواحهم على مصلحة البقاء. شكل ذلك
نقطة سوداء على لوح إنجازاتهم البيض، غفرها الملك لكنه لم ينسها.
العمداء الثلثة كانوا القوى في القتال في الثورة، حتى أقوى من الزبير والمغيرة! وكانوا أقوى
بفارق كبير مقارنة بغيرهم. لهذا كله عرفهم أهل البقاء جميعا، ولقبوهم "الثلثة القوياء".
***
ذات صباح جلس الزبير يتناول الفطور في ركن أمام غرفته في قصر الملك الهارب، حيث
كانت الكراسي الثمينة المطلية حوافها بالذهب، وطاولة ثمينة عليها الكثير مما لذ وطاب من الطعام
والشراب، وقد أحاطت به الجميل من الشجر والورد من كل ناحية، وقد أطل ذلك الركن على فناء
القصر حيث تحرك الخدم والحرس في كل اتجاه، وأطل على السماء كذلك. وقد وقف حول الزبير
عدد كبير من الخدم الذين خصصهم الملك الهارب لخدمته.
وبينما الزبير على حاله هذا، أتى أمين.
سر الزبير حالما رآه.
قال أمين: أتأذن لي أن أجالسك؟
سر الزبير، كما حدث له كلما حادثه أمين بأدبه المعهود.
ابتسم الزبير وقال: بالتأكيد، تفضل، يا صديقي.
جلس أمين، فقال الزبير: تفضل بالكل.
فرد أمين بأدبه المعتاد: ل، شكرا لك.