laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
***
خطة مثل الخطة التي وضعها الزبير، ل تحدث إل مرة واحدة كل مئة عام أو حتى أكثر، وحتى
إن حدثت فنسبة نجاحها قليلة كثيرا.
وعندما تضع خطة مثل هذه، فعليك أن تكون في أقصى درجات الحذر والترقب؛ لن أي خطإ -
مهما صغر - سيعني الفشل المدوي، وسيتبعها انتقام مدو وعقاب أليم من أعدائك.
كل هذا أدركه الزبير جيدا، لذا حاول دوما أن يتنبأ بالمور قبل وقوعها وحاول أن يفكر بطريقة
أعدائه حتى يعرف ردود أفعالهم، فهو أدرك جيدا أن أعداءه ليسوا تماثيل تتلقى اللكمات وتظل
ساكنة، بل هم كائنات حية ترد على أي شيء يحدث تجاهها.
فخلل الستة أشهر التي تلت الحرب مع ياقوتة، أمر الملك قصي بوضع الحشائش الكثيرة
والكثيفة على كامل امتداد الحدود الطويلة جدا مع ياقوتة، وهدد بأنه سيحرقها إذا ما حاول جنود
ياقوتة الهجوم في أية وقت، كما أمر الملك بحفر الخنادق على الحدود مع ياقوتة، وأمر كذلك بمنع
دخول أي أحد نهائيا منها إلى البقاء؛ خشية تسرب خليا من الجواسيس والمقاتلين وتمركزهم داخل
البقاء.
ورغم أن ذلك سيؤثر على حياة الناس في البقاء ومصالحهم وتجارتهم، لكن إبان تلك الفترة لم
يكن كل ذلك مهما.
وكل هذه الجراءات أوعز بها الزبير للملك، فقد خطط الول لكل هذا منذ سنين بعيدة. وذلك
لنه أراد إرسال الغالبية العظمى من الثوار غربا لمقاتلة ملك الهيجاء، وأراد إبقاء قلة قليلة فقط مع
حدود ياقوتة شرقا؛ فقد احتاج كل جندي ممكن لهزيمة جيش الهيجاء. وقد توقع الزبير – رغم عدم
وجود قرينة ملموسة – أنه حين يتوجه الثوار غربا فسينقض جيش ياقوتة في أية لحظة من الشرق.
***
بعد ما يزيد على الستة أشهر من التدريب المضني المكثف لثوار البقاء، حانت لحظة الحسم.
توجه المقاتلون غربا باتجاه الهيجاء، ومنهم الغالبية العظمى من المقاتلين الذين تمركزوا شرقا على
الحدود مع ياقوتة. ولم يبقِ الملك سوى عدد قليل جدا، ليضرموا النار في الحشائش على الحدود،
وليحاولوا تأخير جنود ياقوتة إذا ما حاولوا الغدر بالبقاء.
وتعمد الزبير أن يأتي الثوار من منطقة صحراء الكثبة على الحدود بين البقاء والهيجاء. لقد
رمى الزبير من ذلك إلى إرسال رسالة لملك الهيجاء، أنه هو وراء كل هذا، ليقوي انتقامه المنشود
أكثر وأكثر. كما أنه أراد الستفادة من معرفته - وبدو الكثبة - بتلك المناطق التي لطالما استعصت
على ملك الهيجاء، ولن الزبير أراد أن يكون ظهر الجيش لماكن سكنى أفراد قبائل الكثبة، حتى
يتلقى أي دعم قد يحتاجه من الباقين في ديار القبائل.