رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

عسكر المقاتلون في الكثبة بالقرب من أرض قبيلة السد، بوجود الملك الهارب وابنه المير


ريان والزبير والمغيرة وأمين وسليم والقوياء الثلثة. توجه الزبير بعد أن استقرت القوات إلى


خيمة الملك الهارب، ودخل عليه وحياه فرد الملك عليه التحية.


دخل خادم الملك، وضيف الملك كأس قهوة، ثم ضيف الزبير مثله.


طفق الملك يشرب، ثم طفق الزبير.


نظر الزبير إلى الملك، وقال: لي طلب عندك، يا مولي.


فقال الملك: طلبك منفذ أيا كان، أيها الزبير.


فرح الزبير بكلم الملك الذي دل على محبته وثقته به، وقال: لقد حننت إلى دياري، وأريد أن


أستأذنك لغادر المعسكر وأزورهم.


ابتسم الملك، ثم قال مبتسما: وهل يحتاج مثل هذا إلى استئذان؟!


بادله الزبير البتسام، ثم قال: شكرا، يا مولي.


صب الخادم المزيد من القهوة للملك الذي شرع يشرب، ثم قال للزبير: وأنا لي طلب عندك، أيها


الزبير.


استحى الزبير من كلم الملك، وقال فورا: طلباتك أوامر منفذة، يا مولي.


فقال الملك: أريد أن آتي معك إلى دياركم أزورك وأهلك.


عبس الزبير، وحزن كثيرا، ونظر خجل في الرض ووجهه أسود، والتزم الصمت.


عرف الملك ما سبب كل هذا، فقبيلة الزبير كلها عاشت إبان فترة القائد عامر ثراء فاحشا، ثم


انتقلت إلى الفقر المدقع، والزبير خجل أن يرى الملك مثل هذا الفقر، فينظر إليه نظرة ازدراء أو


احتقار.


قال الملك بصوت هادئ: بني...


تفاجأ الزبير من مناداة الملك له بهذه الكلمة! وعانق خجله فرح عظيم، ونظر إلى الملك الذي


أكمل: صحيح أنني ملك عاش فترة طويلة في الرخاء والغنى اللذين ل مثيل لهما لدى بقية الناس.


لكنني ل أحكم على أرض أو قبيلة، من خلل مالهم أو ممتلكاتهم، بل أحكم عليهم بما في


صدورهم، بشجاعتهم وإقدامهم ومروءتهم. وكفى فخرا للسد أن لديهم رجل مثل القائد العظيم


عامر، ومثل الثائر الباسل...


سكت الملك، ثم أضاف: مثل الثائر الباسل الزبير.


زادت المفاجأة والفرحة في فؤاد الزبير من كلم الملك، وابتسم ابتسامة عريضة وتلشى


الخجل، ثم قال: زيارتك تشرفنا، مولي.

Free download pdf