laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
فبادله الملك البتسام، ثم قال: عندما تعتزم الرحيل، أعلمني.
"أمرك، مولي" رد الزبير.
غادر الزبير وبعد ساعات عاد إلى الملك، وأنبأه عزمه الرحيل.
خرج الملك والزبير من الخيمة، وركب الملك جواده، وقال: هيا، أيها الزبير.
استغرب الزبير، فل أحد من حراس الملك اعتلى جواده ليصطحبهما.
سأل الزبير متعجبا: ألن يصحبنا حرسك، يا مولي؟!
ابتسم الملك، وأجاب مبتسما: أنت ابني، أيها الزبير. أنت تماما كابني ريان، ول تقل منزلتك
عندي عن منزلته... إن لم أثق بك وبقومك، فبمن سأثق؟!
فرح الزبير فرحة عارمة، وابتسم ابتسامة عريضة ثم ركب جواده.
كان القائد جاسم والقائد عاصم، ألحا إلحاحا شديدا على الملك بوجوب ذهاب الحرس معه إلى
أرض السد؛ فالحرس ل يصح أن يفارقوه في أي مكان يذهب إليه أيا كان. ولكن الملك رفض
رفضا قاطعا، وغلظا في إلحاحهما، حتى بلغ بالملك أن نهرهما بعنف.
انطلق الفارسان نحو أرض السد حتى وصلها، فخرج أهلها يرحبون أحر ترحيب بالزبير
قائدهم العظيم، فرحب بهم ترحيبا مماثل، وفرح فرحا عظيما برؤية أهله، ولكن فرحته تضاعفت
أضعافا عندما رأى سهيل أعز الناس على قلبه.
سهيل كان قد نما وكبر.
ترجل الزبير عن جواده، واحتضن سهيل بعمق، وبادله الشاب الحضان، ثم قبله الزبير،
وسأل: كيف حالك، يا عزيزي؟
فأجاب: بأتم حال... لقد اشتقنا إليك.
فابتسم الزبير، وأجاب: وأنا اشتقت لكم شوق صحرائنا للغيث.
بالتأكيد لم يعرف الناس من هو الرجل المسن الذي اصطحبه الزبير إلى أرضهم.
وبينما ساد هرج ومرج بين القوم فرحا بعودة قائدهم ورمزهم، قال الزبير بصوت عالٍ: يا
قوم...
فسكتوا جميعا وأنصتوا، وأكمل: لقد اصطحبت معي اليوم، رجل هو أعظم رجل في بلدنا، بل
في البسيطة كلها.
نظر الجميع بفضول إلى الرجل العجوز، ثم قال الزبير: أقدم لكم، جللة الملك قصي.