رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

وما انفك الشيخ يقود مقاتليه في المعارك، ويصحب حفيده دريدا في كل معركة. وقد ظل الشيخ


يرفض طلب حفيده الزبير بأن يسمح له بالمشاركة بالقتال.


***


ومر الوقت، وأمسى الزبير ذا سبعة عشر عاما من العمر، ووافق بالنهاية جده على السماح له


بالقتال ضمن مقاتليه.


وأخيرا هدأ الغضب والحرقة اللذان اجتاحا الزبير طيلة هذه المدة، ولكن كل هذا الوقت الذي


أمضاه غاضبا، خلق لديه حافزا كبيرا؛ لكي يثبت نفسه لجده وللجميع والهم لنفسه.


حان موعد أول معركة للسد بعد سماح الشيخ عامر للزبير بالقتال، وكانت ضد قبيلة بني حميد


بقيادة شيخهم حيدر.


وقد لبس الزبير لباس السد نفسه، والختلف الوحيد تمثل في أن الزبير لم يلبس عمامة، وهذا


ديدنه حتى آخر يوم في حياته؛ ومنبع ذلك تمرد الزبير وتحديه للجميع، ولنه أحب دوما أن يتميز


ويبرز.


اتجه السد إلى حيث سيلتقون ببني حميد. وبينما الجمعان متقابلن تقدم أحد فرسان بني حميد -


وهو على حصانه - إلى المام، وكان طويل جدا، لم يكن ضخما لكنه مفتول العضلت، وقد بدا


عليه الهيبة والقوة والشدة.


وصرخ: أنا صهيب أقوى فرسان بني حميد، فهل بينكم من مبارز؟


وفورا حدثت المفاجأة، إذ تقدم الزبير على فرسه، وصرخ: أنا لها.


اجتاحت المفاجأة والستغراب الجمعين.


صحيح أنهم لطالما رأوا فرسانا يافعين يمتازون بالشجاعة والقدام، لكن أن ينبري يافع في أول


معاركه للمبارزة وبهذه الثقة، لهو من أشد العجائب.


وبين المذهولين كان الشيخ عامر، الذي امتزجت المفاجأة بداخله مع الخوف، فهو لم يكن متهيئا


لن يفقد حفيده الصغر وفي أول معركة له.


تقدم الشيخ عامر على فرسه بسرعة، ووقف بجانب حفيده، وقال له: ارجع أيها الزبير، أنت


لست مستعدا لهذه المعركة.


لكن الزبير تجاهل جده وقاد حصانه مسرعا، وتوجه باتجاه صهيب الذي قاد حصانه بدوره


باتجاه الزبير.


لقد امتاز الزبير بأنه يسبق عمره بكثير، كأنه رجل ذو خمسين عاما يعيش في جسد فتى ذي


سبعة عشر عاما، وهذا ما يفسر تجاهله لجده وعناده وقوة شكيمته.


نزل الفارسان عن جواديهما، واستل كل منهما سيفه.


أمسك الزبير سيفه بيديه الثنتين، بينما جعل صهيب يلوح بسيفه يمنة ويسرة، ويحركه حركة


دائرية، وقد أراد استغلل صغر سن الزبير وبث الخوف داخله. لكن الزبير لم تجتحه ذرة خوف


واحدة، وظل ينظر يعينيه القاسيتين المخيفتين إلى غريمه.


هجم صهيب على الزبير وضرب بسيفه يقصد رأس الزبير، لكن الخير تراجع وتفادى


الضربة، بينما طفقت دقات قلب جده تتسارع، ثم ضرب صهيب بقوة هائلة يقصد جسد الزبير،

Free download pdf