laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
جعل حرس ميمون المهاجمون يقاتلون الزبير والنسور السوداء، بينما هرب الملك مع عدد من
حرسه.
واستمرت المعركة ومضى الوقت، وزاد انتصار الثوار وقتلهم لمقاتلي الهيجاء أكثر وأكثر،
وازدادت الرمال حُمْرة.
وفي النهاية قرر الملك ميمون أن يلوذ بالفرار، بعد أن أيقن أن العودة في المعركة مستحيلة،
وطفق يبتعد مع عدد من حرسه عن أرض المعركة، عندها شرع المقاتلون المتمركزون على
الجبال يطلقون السهام النارية بالتجاه الذي ذهب إليه. تنبه الزبير لذلك، وامتطى جواده، وفعل
مثله تماما النسور السوداء، وانطلقوا جميعا باتجاه الملك، ولحقهم عدد من أفراد فرقة الزنوج على
خيولهم.
اقترب الزبير ومن معه من الملك ومن معه، وبدأ النسور السوداء– وكل واحد منهم على جواده
– يطلقون السهام التي اصطادت حراس الملك، وتعمدوا أل يصيبوا ميمونا بأي منها؛ لن الزبير
وحده من يحق له أن يقتله.
تساقط حرس الملك الواحد تلو الخر، فلم يتبق منهم إل ستة. ولما اقترب الزبير ومن معه كثيرا
من الملك والحرس الستة، أمر كبير حرس الملك من معه بالتوجه لمقاتلة الزبير وأتباعه لتأخيرهم
والحيلولة دون اغتيالهم للملك. واتجه كبيرهم معهم نحو الزبير ومقاتلي الزنوج، وبينما الزبير على
جواده، اتجه كبير حرس الملك بسرعة نحوه فضرب بسيفه يقصد رأس الزبير، فصد الخير
الضربة بسيفه، ثم ضرب بقوة هائلة لم يستطع معها كبير الحرس سوى أن يصد الضربة بترسه،
ثم ضرب الزبير بقوته الهائلة من جديد فصد كبير الحرس الضربة بسيفه، قبل أن يضرب
الزبيربسيفه برشاقة وسرعة بالغتين، غارسا إياه في بطن غريمه الذي خر قتيل. في هذه الثناء
اشتبك مقاتلو الزنوج مع حرس الملك الذي بدأ يبتعد كثيرا لئذا بالفرار، فصرخ بيدق: مولي،
انطلق نحو الوغد، ونحن سنتكفل بهؤلء.
انطلق الزبير مسرعا على جواده يلحق الملك ميمونا الذي حاول جهد استطاعته أن يفر
بروحه. ومع مرور الوقت اقترب الزبير أكثر وأكثر من غريمه، حتى تمكن في النهاية من اللحاق
به، فاقترب منه كثيرا، حتى كاد جواد الزبير يلصق جواده، عندها ضرب الملك يقصد رأسه
الزبير، فتفادى الزبير الضربة بأن أخفض رأسه، ثم وبسرعة بالغة وبمرونة عالية، رمى بنفسه
من على جواده نحو الملك، وأحاط به بذراعيه ودفع بنفسه وبالملك نحو الرض. سقط الزبير
والملك اللذان كانا يقودان جواديهما بسرعة هائلة على الرض حيث الرمال الحارقة، والتفا عدة
مرات قبل أن يتوقفا، عندها نهض الزبير وجلس على ركبتيه فوق الملك الذي استلقى أرضا،
وجعل يضرب الملك لكمات سريعة قوية جدا، فسال الدم من منخري الملك، الذي غافل الزبير،
فضربه ضربة قوية أزاحت الزبير جانبا. في تلك الثناء كان كل الجوادين قد توقف بانتظار
راكبه. وقف الملك بسرعة، وركض نحو جواده، بينما لحقه الزبير بسرعة. أحضر الملك ترسه
الذي ثبته مسبقا على سرج جواده واستل سيفه بسرعة، في حين استل الزبير سيفه واقترب من
الملك. صرخ الملك بصوت عال واستجمع قواه، وضرب بسيفه يقصد الزبير الذي تلفى الضربة.