laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
تكرر المر من جديد، عندما حاول الملك ضرب الزبير بسيفه، لكن الخير تلفى الضربة. بعدها
أحكم الزبير قبضته اليمنى على مقبض سيفه، وهاجم الملك بقوة وسرعة لكن الخير صد الضربة
بترسه، فأتبعها الزبير بضربة أخرى من خنجره فورا، صدها الملك بترسه، فتكرر المر مرة ثالثة
حين ضرب الزبير بسيفه بقوة لكن الملك صد الضربة بترسه. وفجأة باغت الملك الزبير وضربه
بترسه على بطنه. كان الترس ثقيل جدا، وتألم الزبير أشد ألم، وتسارعت أنفاسه، ووضع ركبته
اليسرى على الرض وبسط كفه اليسر على الرض بينما وجه بيده اليمنى سيفه نحو الرض،
ليسند جسده به. أيقن الزبير أنه ل وقت لللم والضعف، وأن هذه اللحظات النادرة قد ل تتكرر
لقتناص روح أحد قتلة جده، فاستجمع قواه، ونهض من جديد. ولن الزبير يعرف أنه حتى في
القتال على المرء أن يستخدم عقله قبل جسده، أدرك أن هزيمة الملك ميمون تكون بالتخلص من
ترسه، لذا باغت خصمه وهاجمه بسرعة وضرب بسيفه عضد الملك اليسرى، وجرحها فسال الدم
منها غزيرا مما أجبر الملك على أن يرمي ترسه.
وبينما تألم الملك من جرح عضده، وجعل يتنفس بسرعة بالغة، والعرق يسيل من جبينه وجسده
كالشلل، قال الزبير: عشت بالجحيم طيلة هذه السنين بسببك، والن سأرسلك إلى الجحيم إلى أبد
البدين.
ثم ركض نحو الملك بسرعة، فضرب بسيفه ضربة صدها الملك بسيفه، فضرب الزبير من
جديد بسيفه ضربة صدها الملك بسيفه. كان الملك منهكا جدا، فهو ليس معتادا على مناخ الصحراء
الحارق – على العكس من الزبير – كما أن جرح يده أضعفه كثيرا. بعدها ضرب الزبير بسيفه
فغرسه في بطن الملك ميمون. ركع الملك على ركبتيه وهو يسند جسده بسيفه الذي أمسك مقبضه
بكفيه الثنين، لكنه سرعان ما ترك سيفه، واستلقى على ظهره على الرمال الذهبية الحارقة، التي
امتزجت بلونها الذهبي مع لون لباسه الذهبي. ركع الزبير على ركبتيه فوق الملك الذي تنفس
بسرعة بالغة، بينما سال الدم غزيرا من جرح بطنه وجرح عضده، ثم أمسك الزبير بخنجره بيديه
الثنتين وغرسه بقوة في صدر الملك وهو يقول: هذه من أجل جدي.
بعدها توقف الملك عن التنفس وعن الحركة نهائيا، ليحصل بذلك الزبير على انتقامه أخيرا،
والذي انتظره سنين كثيرة.
***
وأخيرا بعد ليالي الرق الكثيرة، وأيام المعاناة التي ل تعد، انزاح الحمل الضخم عن صدر
الزبير، وآن له أن يرتاح ويعيش هانئ البال.
توالى الثناء تلو الخر من الناس على الزبير، ابتداء من الملك قصي، مرورا بصديقه قيس
الذي قال له: مبارك أيها الزبير، أخيرا ثأرت لجدك ولنا وللكثبة... أنت رجل عظيم ومهما وضعت
نصب عينيك فستحققه.
وبعد مقتل الملك ميمون على يد الزبير، سارع وجهاء مملكة الهيجاء لمبايعة أخيه الصغير أنيس
ملكا على البلد.