رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

ثم قال الرجل، وهو يقلب نظره يمينا ويسارا بين الحاضرين: جللةَ الملكِ قصيا، جللة الملكة


رقية، سمو المير رياناً، الحضور الكرام، أهل البقاء كلهم، أهل بكم جميعا في قصر الضيغم، في


هذا اليوم المبارك، الذي أدعو ال أن تستمر حياتنا بمثل سعادته وخيره.


لقد كانت مملكة البقاء أعظم مملكة في البسيطة كلها، ومضرب المثال في كل حدب وصوب


بخيرها، وطيبة أهلها، وعدل ملوكها، وسعادة مواطنيها، والبذخ الذي عاش به جميعهم. والهم


كانت مضرب المثل بالمحبة التي انتشرت بين أهلها جميعا.


ولكن التاريخ علمنا أن الغيرة والطمع هي من سمات البشرية، وللسف، ولغدر الزمان لقد


استشريا في قلوب أعدائنا شرقا وغربا، وفي ليلة غادرة وضحاها، انقض علينا العداء من كل


حدب وصوب، واحتلوا مملكتنا واغتصبوها ومزقوها شر ممزق، وغدروا بآل الضياغم الكرام


الذين لطالما أكرموا شعبهم أيما إكرام.


وقد ظن كل أعدائنا، وكثير من ضعاف النفوس من أحبائنا أن البقاء انتهت للبد، وأن الضياغم


انتهوا للبد. لكن كل مواطن حقيقي وفي صادق من أهل البقاء، ظل متمسكا بالمل حتى آخر


لحظة، وظل يدعو ال حتى آخر لحظة، ومرت السنوات الكثيرة، والليالي السوداء الطويلة، حتى


أشرقت الشمس أخيرا، واستجاب ال لدعائنا جميعا، وها هي البقاء تتحرر وتعود ليدي أهلها،


لتقهر أعداءها وتهزمهم شر هزيمة وتذلهم أمر إذلل.


ونحن اليوم هنا نعلن تحرير مملكتنا وقيام مملكة البقاء من جديد.


أيها الحضور الكرام، قفوا تحية للملك قصي، فقد حانت لحظة تتويجه.


عندها وقف الملك الهارب، ووقف كل من في القاعة، وتوجه الملك نحو ابن خاله.


وقد اقترب أحد الجنود ومعه وسادة من الحرير لونها بنفسجي يعلوها تاج فضي مزين باللماس.


بعد أن اقترب قصي، أخذ ابن خاله التاج ووضعه على رأسه، ثم قال: أنا أعلن قصيا من آل


الضياغم ملكا على البقاء.


فصفق الجميع بينما سار الملك قصي والبتسامة عريضة على محياه وجلس على كرسي


العرش.


ثم قال ابن خاله: والن حيوا المير ريانا.


وعندها بدأ المير ريان يسير نحو ابن خال أبيه.


وفي الوقت نفسه، اقترب أحد الجنود وهو يحمل وسادة بنفسجية أخرى عليها تاج فضي مرصع


باللماس لكنه أصغر من تاج الملك قصي.


فلما اقترب المير، أخذ الرجل المسن التاج ووضعه على رأس ريان، وهو يقول: وها أنا أعلن


المير ريانا وليا لعهد مملكة البقاء.

Free download pdf