laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
أعجب الملك بتواضع الزبير وقناعته، لكنه قال: أيها الزبير، هذا أمر لن أقبل به. عليك أن
تخبرني كيف أكرمك أكثر فأكثر.
فقال الزبير: يا مولي، أنا أرفض أي وجه من أوجه التكريم، فقد حصلت على حاجتي وأكثر.
عندها عبس الملك، ثم قال: أيها الزبير، أنا مصر على طلبي، أتمنى منك أل تتعبني وأنا في هذا
العمر في هذا الجدال. أخبرني ماذا تريد، وكيف أسعدك أنت وأهلك.
ومع إصرار الملك، لم يعد أمام الزبير بد. تنهد ثم قال: يا مولي، إنني أرجو أن تكرم قبائل
الكثبة ل سيما قبيلتي الم قبيلة السد، وأن تعطيهم مناصب متقدمة في الجيش والدولة وبأعداد
كبيرة.
ثم نظر الزبير إلى الرض خجل – على غير عادته – ثم قال: يا مولي، أنا ل أحب أن أطلب
من أحد أي شيء، ل سيما ممن هم غالون جدا على قلبي مثلك.
ابتسم الملك، وقال: ل عليك، يا بني. أنت ابني، وليس على البن حرج فيما يطلب من أبيه.
فرح الزبير كثيرا بكلم الملك، واعتباره له ابنا له.
في حين أكمل الملك: لك ما طلبت... وعلوة على ذلك سيكون لكم مبلغ كبير من المال، ليس
لسواكم مثله.
نظر الملك بتمعن إلى الزبير، وأشار إليه بأصبعه وهو يقول: أنتم أهل الكثبة، السبب في إنجاح
الثورة، ويجب أن تكونوا ثاني أعز الناس بعد الضياغم في المملكة برمتها.
ابتهج الزبير أشد ابتهاح بهذا الكلم، وشعر بالفخر البالغ، وشعر قومه – أهل الكثبة – بشعور
مماثل، عندما علموا لحقا بكلم الملك هذا.
ومنذ تلك اللحظة حقق الملك وعده للزبير، وبدأ أهل الكثبة ينخرطون في الجيش والدولة بأعداد
كبيرة، واحتلوا أعلى المناصب على الطلق فيهما، وخصص الملك لهم مبلغا كبيرا هائل من
الموال من بيت مال الدولة.
***
بعد أن منح الملك أمراء الثورة ما منحهم إياه من التكريم واللقاب، بناء على طلبات الزبير، أتى
أمين وزوجته سمية لزيارة الزبير وشكره على معروفه.
لقد أقام الزبير منذ تعيينه وزيرا أول في المملكة، في قصر الضيغم، القصر نفسه الذي أقام فيه
الملك وآله. وقد خُصص للزبير جناح كامل في القصر اشتمل على غرفة نوم، وعدد كبير من
الغرف، منها ما كان لستقبال الضيوف، ومنها ما كان مجالس خاصة لجلوس الزبير وراحته، وقد
اشتمل الجناح، على شرفات كثيرة أطلت على باحة القصر عظيمة التساع، وقد أطلت هذه
الشرفات - في منظر جميل - على السماء.