رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

ابتسمت إحدى ابتساماتها المثيرة، وبعد حين قالت وهي تبتسم البتسامة ذاتها: أل ترحب


بضيوفك؟! ثم رققت صوتها وقالت بغنوج شديد ودلع هائل: أيها الزبير.


زاد ارتباكه، لكن سرعان ما استجمع قواه، وقال: أهل بك، حللت أهل ووطئت سهل.


وظل واقفا، فقالت بعد مدة: اجلس.


فجلس.


عندها ضيف أحد الخدم حورية فنجانا من القهوة، وقرب منها طاولة عليها ما لذ من الفاكهة


والحلوى، ثم اتجه إلى عكرمة ليضيفه فنجانا من القهوة، فمد الفنجان تجاهه، لكن عكرمة – ذلك


الرجل الذي أثار حفيظة كل من رآه – ظل على حاله تلك كالصنم وهو يضع يديه خلف ظهره،


فنظر الزبير إليه باستغراب، وأحس أن هذا الرجل امرؤ خطير جدا وليس بالهين. ظل الخادم مادا


يده بالفنجان إلى عكرمة مدة طويلة، حتى ضحكت حورية بصوت غنوج يثير حتى الصخر، ثم


قالت: لن يقبلها منك، فدعه.


فتركه الخادم، ثم توجه إلى الزبير، وضيّفه فنجان القهوة فأخذه منه.


أخذت ترتشف من القهوة ثم أخذ بدوره يفعل المر ذاته.


ثم قالت بصوت ناعم: كيف حالك؟ وكيف حال أهل باديتك؟


نظر إليها، لكنه سرعان ما أشاح بنظره عنها، ثم أجاب: بخير، وأهلي بخير.


ثم قالت بابتسامة وبإيماءة مثيرة: يبدو أن الصحراء ل يخرج منها إل السود... وهذا يفسر


أمورا كثيرة بخصوصك.


صوتها المغري وإيماءاتها المثيرة ظلت مستمرة حتى نهاية الحوار، الذي تخللته ضحكاتها


المغرية بين الحين والخر.


شعر بخجل عظيم من كلمها، وظل يتجنب النظر إليها.


ثم قالت: أيها الزبير... هل تعلم أنك أنك أعظم رجل في الممالك الثلث؟!


ثم قالت بقمة النوثة والدلل: هل تعلم هذا؟


عندها هزمت الزبير رغبة عارمة في النظر إليها، فاستسلم لذلك، ونظر إلى حورية وتفحصها


من أعلها إلى أسفلها، ثم ثبت نظره عليها، وهو يتساءل كيف لمخلوق أن يمتاز بكل هذا الغواء.


"بالتأكيد أنت تعلم هذا" قالت بالصوت ذاته والطريقة ذاتها.


ثم قالت وهو ما زال ينظر إليها: أريد أن أخبرك أمرا هاما... فركز معي.


تذكر دائما أنني مستعدة لفعل أي شيء تريده، أيا كان، مهما بدا مستحيل.

Free download pdf