laithtaher
(LAITHTAHER)
#1
اتسعت عيناه مندهشا مما قالته، لكنه التزم الصمت.
"شكرا من جديد، أيها الزبير" قالت.
فقال بعد مدة: العفو.
ثم قالت: علي أن أرحل الن، مع السلمة.
فقال: مع السلمة.
نهضت فنهض فورا، وظل واقفا.
ثم طفقت تغادر المكان، وفورا تحرك الصنم الميت الذي كان واقفا، ومشى عكرمة خلفها.
ظل الزبير ينظر إليها حتى اختفت عن نظره، عندها انطلق فورا إلى غرفة نومه، وأغلق الباب
على نفسه.
جلس على سريره، ووضع كوعيه فوق ركبتيه، وأرخى رأسه على كفيه، وهو مطأطئ إياه،
ناظرا بألم في الرض.
بدأ يفكر بجمالها وجاذبيتها اللذينِ ل يقاومان، لكنه لم نفسها وفكر:" كيف ل أقاوم هذا،
والمغيرة صديقي وحبيبي وأخي، وأنا الذي قاومت الملوك والمراء؟!"
لقد شعر في تلك اللحظات شعورا هائل بالذنب، لنه أحس أنه خان واحدا من أعز أصدقائه
وأكثر الرجال قوة وشهامة وشجاعة في البسيطة، والذي لوله ما تحقق حلم الزبير وكل أهل البقاء.
وزاد شعوره بالذنب وهو يتذكر كيف استسلم لصوتها وثبت نظره على جسدها.
وفكر أثناء هذا: "لماذا تفعل كل هذا؟! وماذا تريد؟! ويا ترى هل تفعل هذا مع رجال آخرين
غيري والمغيرة؟! وهل يدري المغيرة عما يجري حوله؟!"
وفي تلك اللحظات العصيبة، قرر أنه ل بد وأن يحذر جيدا في تعامله مع هذه المرأة.
***
منذ انتصار البقاء وإعلن المملكة وإقامة الزبير في قصر الضيغم، اعتاد سليم على زيارة
الزبير في قصره، فاعتاد أن يأتيه مرة كل أسبوع وأحيانا مرتين؛ إذ إن قصر سليم لم يبعد كثيرا
عن قصير الضيغم. اعتبر الزبير سليما ابنه، واعتبر الخير الزبير أباه. وبعد استقرار المور في
المملكة الجديدة، لم يكتف الزبير بمنح سليم القصر، بل أعطاه مبلغا ضخما من المال، كما خصص
له بداية كل شهر مبلغا كبيرا من المال. فعاش سليم وأمه وأخواته في رغد وسعادة وهناء.
وفي إحدى الزيارات، أتى سليم لزيارة أبيه، فاحتضن الزبير وسليم أحدهما الخر بقوة، وقد
اعتادا هذا في كل مرة يلتقيان فيها.
"كيف حالك، يا أبي؟" سرعان ما قال سليم.