رواية الزبير يجب أن يقتل

(LAITHTAHER) #1

فرد الب: بخير، يا بني.


وهكذا كان دائما حوارهما فسليم يناديه ب "أبي"، والزبير يناديه ب "بني",


وعلى خلف اغلب الزوار، اعتاد الزبير استقبال سليم في إحدى غرفة جناحه، وأحيانا في


غرفة النوم الخاصة به بدل من إحدى الشرفات.


ولم يسعد الزبير بلقاء أحد، كما سعد بلقاء سهيل ابنه أخيه، ثم سليم.


جلس الثنان في أكبر غرف القصر، حيث انتشرت الكراسي الفخمة هنا وهناك، وتدلت من


السقف ثرية ضخمة، وتزينت الحيطان بالزخارف والسيوف والخناجر النادرة.


تحادث الرجلن، حتى قال سليم: شكرا، يا أبي... ألف شكر على كل شيء.


عبس الزبير، وقال: بني، كم مرة أخبرتك أل تظل تكرر هذا الكلم... أنت تكرره في كل زيارة،


مما يشعرني بوجود حاجز بيننا، هل سمعت يوما عن ابن يشكر أباه كلما رآه؟!


فقال سليم: ولكنك لست أي أب! أنت أعظم أب في التاريخ!


ابتهج الزبير أيما ابتهاج من كلم سليم الذي أحبه الول كثيرا.


ثم أضاف سليم: لقد جعلتني أسعد الناس في كل البقاء على اتساعها، من خلل كل ما منحتني


إياه. وأهم من المال والقصر... هو أنك أبي...


ارتجف صوت سليم ونظر في الرض ثم أضاف بارتباك: أنا أحبك حتى أكثر من أبي الراحل،


وأكثر من أمي وأي أحد.


قال جملته الخيرة بخجل عظيم؛ فقد اتسم بشدة الستحياء وبالضعف، ل سيما مع طريقة تربية


أمه له منذ نعومة أظفاره.


فنظر إليه الزبير بحنية يندر أن تعانق نظراته، وقال: أنت وسهيل ابن أخي، أعز اثنين على


قلبي في هذا الكون، يا بني.


***


وهكذا عاش الملك وعاش أمراء الثورة جميعا، حياة سعيدة مليئة بالرغد والرخاء والفخر،


ومحبة الشعب العارمة لهم؛ لنهم فعلوا المستحيل وحلم العقود بتحرير البقاء. وقد ربطت الملكَ


وأمراء الثورة، بالزبير علقاتُ المحبة والخوة، فالزبير والمير ريان وأمين والمغيرة إخوة


والزبير ابن للملك والملكة، وأب لسليم، وقد أحبه كل أفراد عوائلهم بل استثناء. هذه الصداقة


والمحبة والمشاعر العائلية كانت تاريخية ل مثيل لها ربما في التاريخ كله!


بالنسبة للجميع ومنهم الملك وأمراء الثورة، الزبير كان بطل، ومحبتهم له جعلته يشعر بفرحة


عارمة؛ لن هذه المحبة أتت من هؤلء الذين هم رجال ونساء قمة في العظمة.

Free download pdf